اكتشف نفسك / للكاتب المراكشي د.محمد اسامة الفتاوي
هناك بعض من الناس تحب الكتابة لتعبر عن ما بداخلها لكن ربما تخجل او تخاف من إرتكاب أخطاء إملائية أو لغوية فتمتنع عن ذلك.
إذا رغبت في الكتابة او تحبها، أكتب وكأنك تكتب مذكرة لنفسك لا لأي هدف، أكتب ما تحبه انت وبالأسلوب الذي يريحك، فلا تتزين وتنافق ولا تخادع في الكتابة، كن كما أنت على طبيعتك، بشخصيتك الحقيقية، لا تتصنع ولا تتزيف من أجل إعجاب الآخرين ولا تحاول إرضاء أحد، بل أرضي نفسك وربك
أن تخطىء طبيعي وإن ينتقدك غيرك طبيعي أيضا، كلنا نخطىء وجميعنا ينتقد، لكن حاول مرة وأخرى أن تتعلم من أخطائك وتستفيد منها، صحيح أن النقد البناء خير من النقد الهدام، لكن ستتلقى من هذا كثيرا، كن قوي الشخصية و هادىء وحافظ على برودة الأعصاب في المواقف المستفزة، كذلك كثرة المجاملة لا تستفيد منها شيئا خاصة إذا كان مبالغ فيها
أكتب وأكتب وكن واثقا بما تكتب لأن الأهم هو إيصال المعلومة بصدق وإخلاص للقارىء.
إن الكتابة تبين معدن الإنسان، ومن كان معدنه ذهب لا يصدأ أبدا ولا تغيره الظروف بل يظهر مع الشدائد
إجعل ما تكتبه يطول ولا ينتهي ويستحق الكتابة والقراءة واجعل لك فيه نصيبا من العمل الصالح والكلمة الطيبة والصدقة الجارية والأثر الجميل ولا تكتب لمجرد موقف أو تجربة او ألم أو فرح مر عليك بل إجعل من الكتابة جزء من حياتك اليومية و ربما يستفيد بها غيرك و ستكتشف بعدها أنك من المستحيل التخلى عنها،
فاكتب ولا تبخل عن نفسك وعن غيرك .
الكتابة بحر ليس له حدود وعلوم واسعة يكتسب فيها الإنسان درجات كبيرة من القوة في مختلف المجالات وكل حسب رغبته وتخصصه.
إن الإنسان يسعى دوما لطريق المعرفة ولا يبقى محدود في ثقافته فهو بطبعه فضولي يطلب المزيد و الأفضل لكن الأهم أنه يؤدي هذه الرسالة بكل صدق وإخلاص لأنه مسؤول على كل حرف وكل كلمة يوصلها للقارىء عن طريق كتابته فهو بذلك مسؤول امام الله وأمام البشر
ويستطيع الإنسان ان يكتسب فن الكتابة عن طريق القراءة والبحث والتدريب المستمر
ليس شرطا أن تكون كاتبا او شاعرا كي تبرز نفسك في فن الكتابة لكن قد تكون لديك هواية مخفية وغير مستغلة في الكتابة وعليك أن تكتشف مهارات فن التعبير عن افكارك ومشاعرك وأن تكسب ثروة لغوية جيدة
وكل إنسان له هدف أكيد انه يصل ويحققه بإذن الله .
د محمد أسامة الفتاوي .
