لبنى الجود تكتب :ميليشيات مختبئة خلف أقنعة الدفاع عن الحقوق و محاربة الفساد : غراب الخراب كمثال

لعل من الأمور التي فور تعلمها، يحس المرء أنه قد قطع مع السذاجة ليعبر إلى ضفة أخرى : ضفة النضج و العقلانية.
و لعل أبرز تلك الأمور هي فرز الأولويات، حسب النتائج و العواقب التي وجب أخذها بعين الإعتبار في ترتيب يهيكل حياة الفرد بل حتى مسار الدولة.
من السذاجة الظن ولو لوهلة أن من يدغدغون مشاعرنا بشعارات البطولة ، و التقوى و النضال هم فعلا أبطال، متقون و مناضلون .
فبينهم قد نجد مغتصبين، سارقين، كاذبين ، منافقين، ناهبين لأموال الضعفاء، باحثين عن مصالحهم و مصالح ذويهم فقط لا غير!
لم يسأل أحد عن سن الحاج ثابت حين تمت محاكمته على خلفية استغلاله الجنسي لنساء منهن قاصرات.
لم يسأل أحد عن دوافع الدولة المغربية لمحاكمته كسائر المخالفين للقانون.
لم يتكلم أحد عن مؤامرة و تصفية حسابات.
لم؟
لأن البنية السرية من مرتزقة و خونة لم تكن قد تشكلت آنذاك.
هذه البنية السرية التي تختبئ وراء ستار حقوقي جمعوي، فتحث الناس على الخروج و رفع شعارات ضد الدولة، كي يلتقطوا صورا و يقوموا ببعثها لمنظمات معادية للملكة المغربية الشريفة، مرفقة بتقارير سوداء عن وطننا ، ذلك المغرب الذي نعرف نواقصه، كما نعرف نواقص آبائنا و أمهاتنا، لكننا لا نقبل أن يعطيهم أحد الدروس، حبا و غيرة و شهامة، فهي شؤوننا التي لا نقبل أن يتدخل فيها أحد.
هم طابور خامس، معاد للمغرب، خطتهم تتمثل في رفع تقاير سلبية، هدفها هو أن يكون وطننا في ذيل التصنيفات الدولية، تلك التصنيفات التي تخول له ربح صفقات و رفع وتيرة التنمية التي يستفيد منها المواطن في نهاية المطاف.
و هي حلقة مفرغة، من المفروض علينا، حسب اعتقاد العملاء و الخونة، أن ندور فيها إلى ما لا نهاية.
تأجيج مسيرات و احتجاجات ثم أخذ صور و خط تقارير، ينتج عنها تصنيف و وضع في خانة المتخلفين عن الركب، الذين لا ينصح بهم كوجهة سياحية أو استثمارية، مما يُضٌيِّق على الشعب، فينتفض و يطالب بتغيير النظام، هذه هي الخطة و هذه هي الأهداف المبطنة.
و هنا لا نتكلم عن الإصلاح و لكن عن التدمير، و لا نتكلم عن سيادة الدولة بل نتكلم عن التبعية، فيبقى مصير المغرب معلقا بين أيادي من يقررون على أساس مصالحهم، فبدل تصنيف واضح متقدم، تصبح الإعتباطية هي المُوجِّه و بدل التفاوض يكون الفرض و الإستبداد و التحكم الدولي في الصحة و التعليم، و في كافة المجالات.
لن ننسى كيف أن محمد زيان، الذي يقول عن نفسه أنه حقوقي، زج بالمناضل النقابي نوبير الأموي بين غياهب السجون في عهد الملك الحسن رحمه الله، و كيف أنه و لحدود الساعة، يقول أنه لم يندم على ذلك، بيد أن الأموي رحمة الله عليه لم يتوسل جهات أجنبية كي تحتل المغرب و تقرر من سيسيره، خلافا لمحمد زيان الذي فعل ذلك، بل أنه ذهب للقول أن المغرب سينفجر و ينقسم إلى دويلات بعد بضع سنوات، و هي دعوة صريحة للإنفصالية و ترويج لها، بينما تتآلف كل مكونات الشعب المغربي في إتجاه الدفاع عن الوحدة الترابية.
و إنه، محمد زيان، من دعى إلى حذف المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كي يصبح المغرب لقمة سائغة في فم الأعداء و يستتب فيه الإرهاب.
“غراب الخراب” هو لقب محمد زيان، الذي ولد مسيحيا، فأسلم كي يصبح وزير حقوق الإنسان في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، فكان إسمه فيكتور مارتن، قبل أن يغيره ليسمي نفسه تيمنا بإسم أفضل الخلق، لكنه لم يكن أهلا للمنصب و لا للإسم، فهي إقالة تم تغليفها بالإستقالة حفظا لماء وجه محمد زيان ، بعد أن عفا الحسن الثاني رحمه الله عن نوبير الأموي و لم يستوف مدته السجنية.
و هي أخلاق بعيدة كل البعد عن أخلاق الأمة الإسلامية، فكيف لمن يملك حانة، أن يمرر فكرة أنه كان يصلي حين صدر الأمر باعتقاله رسميا و قانونيا بعد أن صدر في حقه قرار من المحكمة إستئنافيا بأنه مذنب في كل التهم المنسوبة إليه، منها ممارسة علاقة جنسية مع أم ( موكلته) أمام طفلتها التي تنتمي لذوي الاحتياجات الخاصة، و تهريبها خارج البلاد، بينما هي متابعة قضائيا، و هو تحرش بموكلة ثانية و بعث لصور مخلة بالحياء لجسد الثمانيني في محاولة للإغراء، و هو سب و قذف في حق رجال الشرطة و القضاء بالإضافة إلى التهجم على ذكرى ضحية إعتداء جنسي توفاها الله عز وجل و هي تضع مولودها، و اللائحة طويلة.
لا زال محمد زيان يحاول أن يستكمل خطته التخريبية ضد المغرب، عبر الإفتراء على مؤسساته و المساهمة في رفع تقارير سوداء عن بلادنا ، و هو داخل السجن، كي يضرب في مصالح الوطن و في اقتصاده و كي يضيق الخناق على الشعب كي ينتفض…
هذه مهمته، و هو ينفذها عن طريق أذرعه و شبكة علاقاته التي لازالت قائمة.
لو كان الثمانيني لا يحاكم لرفع القلم عن مغتصبي الأطفال من الكهول المرضى نفسيا، على أساس السن، و لبطلت محاكمات كل من تخطى سنا معينا و لتم إعطائه بطاقة بيضاء ليجرم كما يشاء.
و الحال أن القانون يحكمنا و نحتكم إليه.
فمن أراد بهذا الوطن شرا، فلا شفقة و لا رحمة تجوز فيه أو عليه، تكريسا لمقولة مغربية حكيمة : “حَنّْ تْتْمَحَّن”