القنيطرة جشع مافيات الرمال «المغشوشة» يهدد المنازل بالتصدع والانهيار
مكتب القنيطرة ،/ عزيز منوشي
الخداع والجشع والمتاجرة بمصير حياة البشر.. هذا خلاصة ما يمكن استخلاصه من فضيحة جديدة لم تنكشف وتسببت في مآسي إنسانية لا سمح الله ولا يستطيع أحد الحديث عنها وذلك في ظل تواطؤ بين من يعلمون به والمتورطين في الحيلة، لكن النتيجة واحدة، وهي تهديد حياة المغاربة وخداع الكثير منهم في حياتهم. بناء أعشاشهم.
إن جمع الأموال الطائلة يعمي تجار وبائعي الرمال غير نقية، حتى على حساب حياة المغاربة. ارتفاع أسعار الرمال المخصصة للبناء دفع الكثيرين إلى الترويج لنوعية غير نقية، رغم أنها قد تهدد المباني بالتصدع والشقوق على المدى المتوسط والانهيار على المدى الطويل.
الشقوق تغزو جدار مبنى سكني و كثير من المباني في القنيطرة تعاني من التصدعات والشقوق.. كثيرون يعتبرون ذلك أمرا طبيعيا، لكن العارفين يقولون غير ذلك، بل ويحذرون من مآسي لا سمح الله.
ويتفاجأ سكان تجزئة اليانس و تجزئة برامي جنانات وبحيرة بحدوث تشققات وتشققات في جدران شققهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمساكن المخصصة للطبقات الوسطى تارة أخرى، وحتى في مشاريع بناء المؤسسات العامة، بما في ذلك المدارس. ولكن ما هو السبب؟ هل هذا شيء شائع؟ أو نتيجة الاحتيال؟
.
وبحسب أحد مهندسي مكتب الدراسات، هناك عوامل كثيرة يمكن أن تسبب تشققات سريعة في المباني. الأول هو عدم احترام الكميات المطلوبة من الخرسانة، بما في ذلك الأسمنت المسلح، وحجم الحديد، وكذلك الرمل، ولكن أيضاً نوعه وجودته.
ويضيف نفس المهندس الذي عاش سوق العقارات في المغرب منذ سنوات، أن “الأسمنت عادة ما يستهلك في السوق بسرعة كبيرة ولا تنتهي صلاحيته، ومن الصعب الغش به لأن الشركات التي تنتجه قليلة.” ويضيف أنه من غير المستبعد أن يكون ذلك نتيجة غش الرمال أو شيء من هذا القبيل. ويسمى في لغة المتخصصين استعمال الرمل نقية، ولكن كيف ذلك؟
من المقلع إلى «الكلاسات»
تم تشييد معظم المباني الحضرية الاقتصادية بالرمال المستخرجة من المقلع بمنطقة الصويرة، حول المهدية أو أزمور والقنيطرة، لكن الطلب على الرمال الأخيرة مرتفع بسبب جودتها ونقائها. وفي هذه المقلع يتم تصفية وتنقية الرمال لتصبح خالية من الغبار أو ما يسمى “الرمال النقية” قبل نقلها إلى وجهتها سواء إلى مواقع العمل أو المكان الذي يتم حفظها وجمعها قبل بيعها.
يوجد في إحدى الغابات القريبة من القنيطرة مقلع يعرف بأنه من أهم المقلع الرمال ذات الجودة العالية. بعد تصفية الرمل من الأوساخ، وخاصة النوع الحمري، يتم بيعه للعملاء بالجملة، مع ترك التربة جانباً. إلا أن أحد الحرفيين كشف لنا أن هذه الكميات من التربة يتم الحصول عليها بدورها من الموقع بأسعار زهيدة وتنقل إلى مستودعات خاصة ليتم خلطها مرة أخرى بالرمال قبل بيعها للمطورين العقاريين والعملاء الراغبين في استكمال أي بناء. أو أعمال الإصلاح.
الحرفي ذاته كشف أن بقايا الرمال غير النقية يعاد خطلها في المستودعات بعيدا عن الأعين بالتراب الأبيض والذي يسمى «بياضة» فتعطي لونا أقرب إلى الرمال النقية المقتناة من المهدية. وكان من الممكن أن لا تصل تلك الحمولات إلى المستودعات لو كانت المراقبة مشددة في الطرقات، مادام أن الشاحنات الناقلة للأتربة لا تتوفر على تصريح يسلم عادة للشاحنة قبل مغادرتها المقلع عكس المحملة بالرمال النقية والتي تتوفر إن كان ذلك بشكل قانوني، على تصريح يحدد اسم المقلع ومكانه وصاحب البضاعة المقتناة وكميتها بالمتر مربع، وهنا تتداخل مسؤولية وزارة التجهيز والنقل والسلطات العمومية وشرطة المرور عبر مختلف نقط المرور والدرك الملكي أيضا. تلك جهات غالبا ما تحرص على التعرف فقط على مصدر تلك الرمال بعد توتر عمليات سرقة ونهب الرمال من زماكن محظورة كبعض الوديان والشواطئ.