ANPO، تحتفل باليوم العالمي للبيض
في إطار برنامج عملها، وعلى هامش الاحتفال باليوم العالمي للبيض الذي يصادف الجمعة الثانية من شهر أكتوبر لكل سنة، نظمت الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك (ANPO) تحت إشراف الفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن بالمغرب (FISA) يوم السبت 12 اكتوبر 2024، يوما دراسيا بالمركز التقني البيمهني لتنمية سلاسل الإنتاج الحيواني بعين الجمعة – الدار البيضاء، تدارست خلاله واقع وتحديات استدامة قطاع إنتاج البيض في المغرب من خلال ندوتين تناولتا محوري ” ندرة المياه في المغرب: التحديات والحلول الناجعة لاستدامة قطاع تربية الدجاج البياض” و”تحسين كفاءة استخدام الطاقة في ضيعات تربية الدجاج البياض: الابتكارات والممارسات المستدامة”، حيث تناول عرض السيد عمر شفقي، مدير وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية، وضعية الأحواض المائية بالمغرب وسياسة الدولة المائية، موضحا النقص الحاد في مخزون المياه بسبب توالي سنوات الجفاف والإجهاد المائي الناتج عن السلوكيات غير المعقلنة للمواطنين، ما يؤثر بشكل قوي على الأنشطة الفلاحية وغيرها، مبرزا المجهودات التي تقوم بها الدولة في مواجهة هذا الوضع من خلال عدد من المبادرات التي من شأنها التقليل من الأضرار التي يمكن أن تؤثر على الحياة العادية للمواطنين، مشددا على أهمية التوعية بترشيد استعمال المياه من خلال القيام بحملات تحسيسية وابتكار طرق لتجميع المياه ومعالجتها وإعادة استعمالها.
من جانبه، تطرق الدكتور أسامة شورفي، خبير في قطاع الدواجن، إلى تأثير جودة المياه على صحة الدجاج وجودة البيض، مبرزا في هذا الجانب ضرورة اعتماد منتجي الدواجن إجراءات تقنية لتحليل مياه الآبار ومعالجتها لتفادي العديد من المشاكل التي تؤثر بشكل كبير على مردودية القطاع، ولضمان منتوج صحي وبجودة عالية.
بدوره تحدث الدكتور محمد برادة، خبير في قطاع الدواجن، عن الجوانب التقنية المرتبطة بكيفية تحسين استخدام المياه في ضيعات الدجاج البياض، مبرزا بالأرقام كمية المياه المستهلكة لإنتاج بيضة واحدة (في المغرب) والتي لا تتعدى لترا واحدا، معتبرا قطاع إنتاج البيض السلسلة الحيوانية الأقل استهلاكا للمياه مقارنة بالمنتوجات الفلاحية الأخرى والتي تفوق هذا الرقم بمئات المرات ، حيث خلص في عرضه إلى ضرورة الاهتمام بهذا القطاع ودعم الاستثمار فيه لما له من مزايا متعددة خصوصا وأنه يحقق الاكتفاء الذاتي لاحتياجات المغاربة من البيض الغني بالبروتينات الحيوانية التي تعادل فوائدها مثيلاتها من المنتوجات الفلاحية الأخرى لكن بتكلفة مائية أقل.
وتماشيا مع سياسة المغرب في تشجيع التحول الطاقي، تطرق الخبيران قي الطاقة المتجددة ” نبيل بسبوس وسلمى الدعراوي” في عرضيهما إلى أهمية اعتماد الطاقات المتجددة في ضيعات تربية الدجاج البياض والحلول المبتكرة في هذا المجال، والتي من شأنها أن تساهم بشكل ملحوظ في خفض تكلفة فاتورات الطاقة وبالتالي خفض تكلفة الإنتاج، مشيرانِ في هذا الجانب إلى التجارب التي أنجزت في بعض الضيعات، والتي أبانت عن نجاحها وعن انخفاض مهم في تكلفة الطاقة المستهلكة بما يتعدى النصف. كما وقفا خلال عرضيهما على آخر الابتكارات في هذا المجال ملفتان الانتباه إلى غياب الإعانات والدعم اللذان من المفترض تقديمهما للقطاع لتحقيق هذا التحول لما له من انعكاسات إيجابية على القطاع وعلى الثروة الطاقية ببلادنا.
وقد خلص هذا اليوم الدراسي بالاتفاق على إقامة شراكة، بين وكالة الحوض المائي لأبي رقراق الشاوية والجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك، للقيام بمبادرات تجميع المياه ومعالجتها وإعادة الاستفادة منها، وكذا تنظيم حملات توعوية وتحسيسية للمهنيين لترشيد استعمال المياه.
يذكر أن سلسلة بيض الاستهلاك في المغرب تعتبر من السلاسل الأساسية في الاقتصاد الفلاحي المحلي، وتلعب دوراً كبيراً في تلبية احتياجات السوق الداخلية. ويعتبر المغرب أحد المنتجين الرئيسيين لبيض الاستهلاك في منطقة شمال أفريقيا بإنتاج سنوي يقدر بحوالي 6 مليار بيضة، محققا بذلك الاكتفاء الذاتي من استهلاك البيض في البلاد، حيث يستهلك الفرد المغربي في المتوسط حوالي 172 بيضة سنوياً.
ويخضع إنتاج البيض في المغرب لمعايير صارمة من قبل الجهات الصحية المختصة كالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، من خلال مراقبة الجودة والنظافة في ضيعات الإنتاج بشكل مستمر، لضمان جودة المنتوج وسلامة المستهلكين.
ورغم التحديات التي يواجهها القطاع خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها ارتفاع تكلفة الإنتاج، إلا أنه يسير في اتجاه موازٍ مع استراتيجية الدولة سواء تعلق الأمر بالسياسة المائية المعتمدة أو التحول الطاقي، حيث تتوجه ضيعات إنتاج بيض الاستهلاك إلى الاعتماد على ممارسات مستدامة، مثل مصادر الطاقة المتجددة وتخفيض استهلاك المياه في عملية الإنتاج، بهدف تحقيق الاستدامة والاستمرار في النمو بفضل التحسينات التكنولوجية ، مع التركيز المستمر على الجودة والسلامة الغذائية.