د. الكيحل يحاضر حول التراث الصوفي في مهرجان سلا
أبرز الدكتور عبد القادر الكيحل، رئيس مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي الدور الريادي الذي يلعبه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، في تعزيز الهوية الدينية للمملكة، والاهتمام بالتزكية والإحسان كركيزة أساسية في توازن المجتمع المغربي، وأوضح أن جلالة الملك محمد السادس، لطالما اعتبر أن التصوف المغربي ثابتا من الثوابت الدينية والوطنية التي توارثها المغاربة عبر الأجيال.
جاء ذلك خلال افتتاح مهرجان سلا للسماع والتراث الصوفي، الذي يُنظم من قبل مجلس مقاطعة باب لمريسة تحت شعار “أنوار التراث الصوفي بين الفكر والذكر”، في الفترة من 18 إلى 27 أكتوبر 2024.
وأضاف الكيحل أن المهرجان يأتي بعد الإنجاز الملكي الكبير للبرنامج التأهيلي للمدينة العتيقة لسلا (2019-2023)، الذي أعاد لهذه المدينة مكانتها الروحية والثقافية، مما يجعل من هذا المهرجان فرصة إضافية لإبراز مقومات مدينة سلا كوجهة روحية وثقافية وسياحية ذات إشعاع وطني ودولي.
ولفت المتحدث إلى أنه بفضل هذا التراث الصوفي العريق، استطاع المغرب أن يشكل نموذجا دينيا متفردا، مُحصَّنًا من كل انحراف أو تطرف، مستندًا إلى قيم روحية عميقة، ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، قوامها الوسطية والاعتدال، بما يعزز من قيم التعايش بين مختلف مكونات المجتمع.
واعتبر رئيس المهرجان أن هذه التظاهرة الدينية والثقافية تُعد جسرا يربط بين الماضي المجيد والحاضر المزدهر، ويذكرنا بالمسؤولية الكبيرة التي نتحملها جميعًا للحفاظ على هذا الإرث الثقافي والروحي الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا وهُويتنا المغربية، مشيرا إلى أن المهرجان امتداد للعديد من التجارب والتظاهرات السلاوية، وفي مقدمتها مهرجان المديح والسماع الذي نظمته جمعية ابي رقراق من 1986 إلى 1992.
وأردف “نطمح من خلال هذا الملتقى إلى تعزيز الروابط بين أهل مدينة سلا وتراثهم الروحي، وربط الجيل الجديد بما خلفه الأسلاف من إرث روحاني وثقافي. وفي ظل هذه التحديات المعاصرة التي تواجه العالم اليوم، يُعد التصوف المغربي نموذجًا يُحتذى به في نشر قيم الاعتدال والوسطية، ليس فقط داخل المملكة، بل على مستوى العالم بأسره، وخاصة في عمقنا الإفريقي…”
وختم الدكتور الكيحل كلمته بالتعبير عن طموحه في “أن يتحول هذا المهرجان إلى موعد سنوي راسخ، يمتد إشعاعه ليصل إلى مختلف أصقاع العالم، خاصة إفريقيا…، تنفيذا للتوجيهات الملكية السديدة، في خطاب افتتاح الدورة البرلمانية، الرامية إلى قيام المؤسسات المنتخبة بأدوارها في إطار الدبلوماسية الموازية ….”.