ثقافة وفن

النسيج اللغوي وبنية الإيقاع في شعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين.. ثاني الجلسات الأدبية

تستمر فعاليات مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية في دورتها التاسعة عشرة، دورة (الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين) مجددة العهد مع الشعر والإبداع العربي، فقد نظمت في ظهيرة اليوم الثاني الجلسة الأدبية الثانية عن الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين وتحدث فيهــــــــا كـــــــل من أ. د/ نور الهدى باديس من تونس  ، وأ.د / سالم خدادة من الكويت ، وأدار الجلسة أ. د/ معجب العدواني .

رحب د. العدواني  بنخبة الأدباء والشعراء والمفكرين الحضور  وأضاف: “باسمكم جميعا واسمي، اسمحوا لي أن أحيي سعود عبد العزيز البابطين  رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين وأسرة الراحل جميعاً على مواصلة مسيرة والدهم الغالي الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين في دعم الشعر والشعراء في الوطن العربي ، وشكر العدواني “شرفتني المؤسسة بإدارة الجلسة.

وبدأت الجلسة بورقة عمل لـــ  أ.د. نورالهادي باديس  التي جاءت بعنوان النسيج اللغوي في شعر عبدالعزيز سعود البابطين”  فقد بدأت البحث حول بعض الظواهر الأسلوبية واللغوية في مدونة عبدالعزيز سعود البابطين الشعرية الذي تمسك بأصالة الشعر وبديوان العرب؛ لذلك حرص على تتبع جمالياته ومقاييسه الفنية المختلفة، فالمتأصل في داخله هو الشعر العمودي الذي تفخر به الأمة.

وأوضحت باديس إن التيمة الحاضنة لمعظم قصائد عبدالعزيز البابطين وهي الرحلة باعتبارها تخطِّيًا للعوائق والحدود، إنها عبور في الزمان والمكان، فالرحلة تسعى إلى معانقة العبارة الشعرية، لذا وجدنا تقاربًا بين رحلة الشاعر في المكان والزمان، ورحلته في فضاء القصيدة، فالمتأمل لمجموع القصائد المرتبطة بالرحلة يجدها تتسم بأسلوب سلس ينفذ إلى القلب والمسامع بيسر.

وأضافت “أما عن ظاهرة التكرار في شعر عبدالعزيز البابطين فلم يكن التكرار لذاته، إنما هو منهج شعري اختاره الشاعر لتماسك النص وإثراء الإيقاع الداخلي للقصيدة، فالتكرار كان خيار الشاعر في البناء، وأداة في الدلالة، مكَّنه من العبارة، وأتاح للقارئ أن يقف على المعاني الشعرية للنص، فالنسيج اللغوي القائم على التكرار اللفظي والمعنوي يسهم في تبيان تجربة الشاعر.

وختمت أ.د نور الهدى باديس ورقة البحث مؤكداً  إن هذه الظواهر الأسلوبية من عتبات وتكرار وتناص وحوارية وسرد أسهمت في إكساب تجربة عبدالعزيز البابطين بُعْدًا إبداعيًّا مخصوصًا يجعلنا نرفض وصفها بالتجربة التقليدية.

 

أما أ. د/ سالم خدادة  فقدم ورقة بعنوان بنية الإيقاع في شعر عبدالعزيز سعود البابطين” مقدمًا الصورة الفنية حول بنية الإيقاع الشعري من خلال عناصر أربعة، هي: الوزن والقافية والتوازي وشبه التوازي، بالإضافة إلى التناص الإيقاعي.  مؤكدًا من خلال بحثه مستندًا على تلك العناصر في التزام البابطين بقواعد الشعر العربي القديم واستعماله للبحور الشعرية.

وأوضح خدادة أن أحرف القافية في الدواوين الثلاثة لعبدالعزيز سعود البابطين تعددت ، فهناك قصائد جاءت القافية فيها على حرفين وأخرى جاءت القافية فيها على ثلاثة أحرف، أما عن الحروف المجهورة في دواوين شاعرنا فهي كثيرة، وهذا يدل على ميل الشاعر إلى رفع صوت القافية حتى تحدث تأثيره المطلوب في المتلقي.

وختم خدادة ورقة العمل مؤكداً حرصه على إلقاء الضوء على مصطلح التناص الإيقاعي في شعر عبدالعزيز سعود البابطين الذي تداخل مع نصوص أخرى، فهو يبني إيقاع قصائده بناءً إيقاعيًّا يعتمد على إيقاع بعض القصائد المشهورة، وهذا يدل أيضًا على عشق شاعرنا للشعر العمودي قديمه وحديثه.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock