مجزرة الأخصاص مشروع معطل وواقع بيئي وصحي مأساوي.
رغم مرور ما يقارب ست سنوات على بناء مجزرة جديدة بجماعة الأخصاص، إلا أن أبوابها لا تزال مغلقة، في مشهد يعكس سوء التخطيط والتدبير الذي يطال العديد من المشاريع العمومية. في الوقت الذي تعاني فيه المجزرة القديمة من أوضاع مزرية، سواء من حيث النظافة أو البيئة المحيطة بها، والتي أصبحت تشكل خطرًا واضحًا على الصحة العامة، يبقى المشروع الجديد مجرد مبنى صامت، يثير التساؤلات حول الأسباب التي تحول دون تشغيله.
الصور المتداولة للمجزرة القديمة توضح الحالة المتدهورة التي لا تليق بكرامة المواطنين، حيث الأوساخ المتراكمة والروائح الكريهة، في ظل غياب أدنى شروط النظافة التي يجب أن تتوفر في مثل هذه المرافق الحيوية. هذا الوضع دفع العديد من سكان الجماعة إلى التساؤل عن الجدوى من بناء مجزرة جديدة إذا كان مصيرها الإغلاق، وعن الجهات المسؤولة عن تعطيل مشروع من شأنه تحسين الوضع البيئي والصحي في المنطقة.
التأخر في تشغيل المجزرة الجديدة قد يكون نتيجة لعوامل متعددة، من بينها مشاكل إدارية أو غياب التجهيزات اللازمة أو حتى نقص في الموارد البشرية المؤهلة لتسييرها. هذا الوضع يعكس بشكل كبير ضعف التنسيق وغياب الإرادة الحقيقية لمعالجة المشاكل التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر. في ظل هذا الجمود، تبقى الساكنة هي الضحية الأولى، حيث تضطر للتعامل مع وضع بيئي وصحي متدهور، في انتظار تدخل حقيقي من الجهات المسؤولة.
غياب الشفافية في هذا الملف يزيد من حالة الإحباط لدى الساكنة، حيث لم تصدر أي جهة مسؤولة توضيحًا رسميًا حول أسباب التأخر أو الخطط المستقبلية لتشغيل المجزرة الجديدة. هذا الصمت يعزز الشعور بالتهميش ويدفع المواطنين إلى التساؤل عن جدوى المشاريع التي تُنجز دون أن ترى النور أو تخدم الغايات التي أُنشئت من أجلها.
الوضع الحالي للمجزرة في جماعة الأخصاص لا يمثل فقط مشكلًا محليًا، بل هو نموذج لمشاكل أكبر تعاني منها العديد من الجماعات في المغرب. تأخر المشاريع الجاهزة عن دخول الخدمة يُعد هدرًا للموارد وإجحافًا في حق المواطنين، وهو ما يتطلب محاسبة الجهات المسؤولة وتفعيل هذه المرافق بشكل عاجل لتلبية حاجيات الساكنة وضمان ظروف عيش كريمة لهم.