تيزنيت: الهوية، التاريخ، والذاكرة الجماعية في ندوة تطاهرة تيفلوين الثالثة

في إطار النسخة الثالثة من تطاهرة تيفلوين، نظمت بمدينة تيزنيت يوم الأحد 12 يناير 2025 ندوة علمية تحت عنوان: “تيزنيت، الهوية، التاريخ والذاكرة الجماعية”. وقد شهدت الندوة حضور عدد من الأساتذة والمفكرين البارزين في مجالات التاريخ والتراث، حيث شارك كل من الأستاذ عبد العزيز ياسين، الأستاذ أحمد بومزكو، والأستاذ الحسين بويعقوبي في تقديم عروض قيمة تناولت جوانب متنوعة من تاريخ المدينة وثقافتها.

ركزت الندوة على دراسة العلاقة المتينة بين الهوية المحلية والتاريخ والذاكرة الجماعية لتيزنيت وأحوازها، من خلال استقصاء التراث المادي واللامادي، مما يعكس أهمية المدينة كجسر بين الماضي والحاضر. كما تطرقت العروض إلى دور المخطوطات والوثائق التاريخية في بناء الذاكرة الجماعية للمجتمع، إلى جانب الرواية الشفهية التي تعد مصدراً أساسياً لفهم تاريخ المنطقة.

وقد تناول الأستاذ عبد العزيز ياسين في مداخلته أهمية المخطوطات كأداة أساسية للحفاظ على الذاكرة التاريخية لتيزنيت، مشيرا إلى أن المخطوطات التي تحمل بين سطورها تاريخا غنيا تشكل مرجعية رئيسية في استكشاف الهوية الثقافية للمنطقة. بدوره، ناقش الأستاذ أحمد بومزكو التحولات التي شهدتها المنطقة في العصور الحديثة، وكيف ساهمت تلك التحولات في تشكيل الذاكرة الجماعية التي تبقى راسخة في وجدان سكان المنطقة.

أما الأستاذ الحسين بويعقوبي فقد ركز على الرواية الشفهية كأداة حية تحافظ على صلة الأجيال الحالية بماضيهم. وأشار إلى الدور الكبير الذي تقوم به المجتمعات المحلية في نقل الحكايات والقصص الشعبية من جيل إلى آخر، مما يسهم في الحفاظ على تاريخهم المشترك وتجذير هويتهم الثقافية.

الندوة لم تكن مجرد مناسبة علمية، بل كانت فرصة لإحياء الذاكرة الجماعية وتعميق الفهم حول دور التراث في تحديد هوية المجتمعات. كما شكلت مناسبة لتسليط الضوء على الدور البارز الذي تلعبه تيزنيت كمدينة تاريخية وثقافية في تعزيز الوعي الجماعي والارتباط الجذري بين الأجيال.

من خلال هذه الندوة، أثبتت مدينة تيزنيت مرة أخرى أنها ليست مجرد نقطة جغرافية على الخريطة، بل هي مركز حي للذاكرة الثقافية التي تحتفظ بجوهرها عبر الزمن.