التكافل الاجتماعي بمدينة تيزنيت دراسات وتجارب ميدانية

إحتضن الفضاء العلوي لمركز تفسير التراث بالمركب التراثي أغناج بتيزنيت، يوم الاثنين 13 يناير 2025، ندوة هامة بعنوان “الحس التضامني في صلب منظومة القيم في الثقافة الأمازيغية: حالة العمل الاجتماعي بتيزنيت”. وقد شهدت الندوة مشاركة فعالة من العديد من الفاعلين الجمعويين والمجتمع المدني، بالإضافة إلى شخصيات مؤسساتية بارزة.
افتتحت الندوة بكلمة من خالد واصيف، الذي استعرض الدور الحيوي الذي تلعبه الجمعيات في تعزيز الحس التضامني داخل المجتمع الأمازيغي، خاصة في مدينة تيزنيت المعروفة بتقاليدها العريقة في هذا المجال. وأكد واصيف على أن التكافل الاجتماعي يعد جزءا أساسيا من الهوية الأمازيغية، مشيراً إلى تجارب الجمعية في رعاية المشردين والعاجزين من خلال إدارة دار الإيواء الاجتماعية.
تضمن برنامج الندوة مجموعة من المداخلات المتميزة من قبل الحسين بوستة، صفية اضوحان، فاطمة نافع، حادة اخرازن، هشام الشيخي، وزينة أسلاف. وقد ناقش هؤلاء المتدخلون أهمية العمل الاجتماعي في تعزيز مبادئ التضامن والمساعدة بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى دور الجمعيات في تحقيق هذه الأهداف. كما تناول المشاركون الآليات التي يمكن أن تساهم في تطوير العمل الاجتماعي في المنطقة وتعزيز قيم التآزر بين الأفراد.
وقد أكد المتدخلون أن العمل الاجتماعي في تيزنيت ليس مجرد مساعدة فردية، بل هو ثقافة متجذرة في المجتمع الأمازيغي الذي يولي أهمية خاصة للعناية بالفئات الهشة. وأوضحوا أن الجمعيات المحلية تلعب دوراً حيويا في توجيه جهود الدعم الاجتماعي نحو الفئات الأكثر حاجة، مما يسهم في تحسين ظروفهم الحياتية.
في ختام الندوة، اتفقت جميع الأطراف على ضرورة تعزيز الشراكة بين المؤسسات والجمعيات للنهوض بالعمل الاجتماعي، مع التأكيد على أهمية تشجيع الشباب على الانخراط في العمل الجمعوي، وهو ما يعكس فعلا حس التضامن الذي يمثل الثقافة الأمازيغية العريقة.