مجتمع

المؤسسة الملكية والاحتفاء بالثقافة الأمازيغية: قراءة في كتاب عبد الله بنحسي

اصدر الاستاذ والناشط الامازيغي عبد الله بنحسي كتابا مرجعيا هاما لكل الباحثين والمهتمين بمعرفة مسار تطور النضال الامازيغي و الوثائق التاسيسية التي انتجت في اتون الحركة الامازيغية في علاقاتها مع المؤسسات وحراكها من اجل انصاف الامازيغية ، الكتاب كما عرفه الكاتب هو تجميع للوثائق و الادبيات التي اسست للخطاب الثقافي و الفكري للحركة الامازيغية .
اهمية الكتاب تكمن في العناصر التالية :
1-استطاع الكتاب ان يتناول بجراة فريدة الاسهام الملكي الكبير في انصاف الامازيغية اذ تحرر الكاتب من اغلال القيود السياسية والايديولوجية والاحترازات التي كانت تهيمن على الفكر الامازيغي الحركي والتي استمدها من اليسار المعارض ، لذلك الكتاب وكاتبه استطاعا ان يعطيا لكل ذي حق حقه في مجال الاسهام في اعادة الاعتبار للقضية الامازيغية فلو لا المؤسسة الملكية لما استطاعت الحركة الامازيغية ان تحقق مكاسب مهمة ليس اخرها اعلان جلالة الملك محمد السادس حفظه الله راس السنة الامازيغية عيدارسميا وعطلة مؤدى عنها .
2- نجح الكتاب في جمع وثائق ورسائل مرجعية تؤرخ للعلاقات بين الحركة الامازيغية والمؤسسة الملكية وبذلك فهو يعتبر زاد كل باحث عن معرفة الحركة الامازيغية وتسسل نضالها .
3-الكتاب جمع ملحق يشمل ترجمات الخطب الملكية والقانون التنظيمي الى اللغة الامازيغية ، ويشير بشكل يحمل اعترافا بالجميل للمؤسسة الملكية مجموعة من رسائل الاحتفاء برموز الثقافة والفن و النضال الامازيغي التي وجهها عاهل البلاد الى اسرة هؤلاء الرواد الراحلين عن الحياة الدنيا مثل رسالة تعزية احمد الذغرني والفنان عموري مبارك ..
ختم الكاتب كتابه بخلاصة بليغة تلخص واقع القضية الامازيغية ببلادنا اذ يقول في الصفحة 181 :”اذ هناك التفاتات ملكية مرجعية جد متقدمة في باب انصاف اللغة والثقافة الامازيغية ، لكن مجال التشريع والفعل الحكومي ما زال يعرف خصاصا كبيرا وهو المامول بتجاوز عثراثه مستقبلا لتحقيق مصالحة تامة وشاملة بين المغاربة وتاريخهم وهويتهم مع المؤسسات الحكومية ودوائر القرار الرسمي ”
الكتاب بدون ادنى شك مساهمة قيمة في تبيان وابراز الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسة الملكية في النهوض بالقيم الحداثية الديموقراطية النيرة ببلادنا والامازيغية ورش مهم من اوراش العهد الجديد الذي يتسم بمواصلة المؤسسة الملكية جهود الاصلاح والتحديث الذي يهم الدولة والمجتمع رغم فلول مقاومة التغيير والتحديث التي صمتت بفعل الاصرار الملكي لكنها خامدة هامدة تتسنح الفرص للانقراض على اي اصلاح جقيقي بالمغرب ولعل الهجوم الذي شنه البعض على جهود اصلاح مدونة الاسرة و مجهودات انصاف الامازيغية دليل قاطع على ان الحليف الطبيعي الاستراتيجي للامازيغ والديموقراطيين عموما ببلادنا هو المؤسسة الملكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock