خالد بركاتي: شاب بعمراني يقدم درسًا في الإنسانية بتفانيه في إنقاذ حيوانات.

في عالم يغلب عليه الاهتمام بالمصالح الشخصية والانشغال بالحياة اليومية، يظهر بين الحين والآخر أشخاص يذكروننا بقيم الإنسانية والتضحية. خالد بركاتي، شاب بعمراني من ايت ايوب ، هو أحد هؤلاء الأشخاص الذين يستحقون التقدير والاحترام على ما بذلوه من جهد وعطاء تجاه كائنات لا صوت لها.
في ليلة يوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري، خرج خالد من منزله ليجد مجموعة من الحمير مكممة الأفواه بسلك حديدي، وهي حالة مؤلمة تعكس قسوة بعض البشر تجاه هذه الكائنات التي لا حول لها ولا قوة. لكن خالد لم يمر مرور الكرام، بل قرر أن يتدخل وينقذهم. قام بفك الأسلاك الحديدية عن أفواههم، وسقاهم الماء، وأطعمهم، وقرر أن يبقى معهم حتى يجدوا من يتكفل بهم.
ما يزيد من قصة خالد إعجابا هو رفضه لأي مساعدة مالية من الأشخاص الذين عرضوا عليه التكفل بعلاج الحمير. محسن من الرباط، تواصل مع خالد وعرض عليه المساعدة المالية لتغطية تكاليف العلاج، لكن خالد رفض بأدب وقال: “أنا هاد الخير درتو لوجه الله، وما يمكن ليا نشد ريال عند حتى شي حد. إذا كان شي طبيب بيطري يجي ليهم، مرحبا، ولكن أنا ما غادي نشد شي ريال عند أي واحد. عليا أنني غادي نتهلا فيهم حتى يجي مولاهم يديهم.”
هذا الموقف الإنساني من خالد يذكرنا بقصة الرجل الذي سقى كلبا عطشانا فدخل الجنة بفضل هذا العمل البسيط لكنه العظيم في معناه. خالد بركاتي قدم درسا في الإنسانية والتضحية، وهو يستحق كل الشكر والتشجيع على ما قام به.
نتمنى أن يجازي الله خالد على هذا العمل الصالح، وأن يشفع له يوم القيامة كما شفع الكلب العطشان لصاحبه. قصة خالد تذكرنا بأن الإنسانية لا تكلف كثيرا، بل تحتاج فقط إلى قلب كبير ورغبة صادقة في فعل الخير.
فلنقتدي بخالد ولنكن أكثر إنسانية مع كل الكائنات التي تشاركنا هذا العالم.