وفاة الشيخ السلفي حماد القباج

توفي الشيخ حماد القباج، أحد أبرز رموز التيار السلفي في المغرب، يوم 9 مارس 2025 عن عمر يناهز 48 عامًا، بعد معاناة مع المرض. وُلد القباج في مراكش عام 1977، وكرّس حياته للبحث في العلوم الشرعية، رغم إصابته بشلل رباعي منذ عام 1993، مما دفعه للتوقف عن الدراسة النظامية ومتابعة تحصيله العلمي بشكل فردي.
اشتهر الراحل بمواقفه الجريئة التي أثارت جدلاً واسعًا. في إحدى لقاءاته، وصف مدينة مراكش بأنها “عاصمة السياحة الجنسية”، مما أثار موجة من الانتقادات ضده، وصلت إلى حد الدعوة لمقاضاته بتهمة التحريض على المدينة. وزاد من حدة الجدل ارتباط بعض تلامذته بحادثة إمليل الإرهابية الشهيرة، حيث تورطوا في أعمال عنف أثارت استنكارًا واسعًا.
في عام 2016، قرر القباج دخول المعترك السياسي بترشحه للانتخابات البرلمانية ضمن حزب العدالة والتنمية. إلا أن هذا القرار قوبل بانتقادات من بعض تلامذته ومتابعيه، الذين رأوا فيه تغييرًا لمواقفه السابقة التي كانت تدعو إلى مقاطعة الانتخابات وتحريمها. في المقابل، اعتبر آخرون ترشحه خطوة انتهازية للاستفادة من المكاسب السياسية، خاصة مع صعود نجم حزب العدالة والتنمية آنذاك.
رغم ذلك، رفضت السلطات المحلية في مراكش قبول ملف ترشحه، مبررة القرار بمواقفه “المتشددة” التي تتعارض مع المبادئ الأساسية للديمقراطية المنصوص عليها في دستور المملكة. وجاء في قرار الوالي أن القباج “عبر في مناسبات علنية عن مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية، من خلال إشاعة أفكار متطرفة تحرض على التمييز والكراهية وبث الحقد والتفرقة والعنف في أوساط مكونات المجتمع المغربي” . ردًا على ذلك، وجه القباج رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس، معبرًا فيها عن استنكاره للقرار ومطالبًا بفتح تحقيق في الموضوع .
تميزت مسيرة الشيخ حماد القباج بتناقضات ومواقف مثيرة للجدل، جعلته شخصية محورية في النقاشات الدينية والسياسية بالمغرب. ورغم الانتقادات التي واجهها، ظل متمسكًا بقناعاته ومواقفه، تاركًا بصمة واضحة في الساحة الدعوية والسياسية المغربية.