مقالات و آراء

تبخيس السياسة والسياسيين لا يثنينا عن فضح الفساد و المفسدين…

عبدالحق عندليب

ردا على تدوينة قصيرة نشرتها على صفحتي بالفايسبوك قصد تقاسم خبر اعتقال أحد المسؤولين الجماعيين بمدينة مراكش من حزب الاتحاد الدستوري بسبب اتهامه بحيازة وترويج المخدرات وحيازة سلاح ناري ومساعدة مجرم خطير على الفرار من قبضة الأمن الوطني، رد علي أحد الأشخاص المحترمين بشكل مستفز حيث بدى لي من رده أن تدوينتي تتضمن شيئا لا يروقه فحاول في هذا الرد تبخيس العمل السياسي برمته معتبرا أن “كل من يقبل الدخول للعبة السياسة غارق حتى الأذنين في الفساد” ولم يستثني في هذا الاتهام أي حزب بما فيه الحزب الذي أنتمي إليه وأعتز بالانتماء إليه لكن دون أن أعتبره حزب للملائكة.
لذلك كان ردي الذي أريد تقاسمه معكم ومعكن كالآتي:

سيدي المحترم موضوع تدوينتي يتعلق بفضح الفاسدين والتصفيق لكل خطوة مهما كانت صغيرة لمحاربتهم عن طريق العدالة والعمل على تجفيف منابعهم والحد من تداعيات تأثيرات فسادهم. ولست أدري هل ردة فعلك تعبر عن رفض مضمون التدوينة أم تريد أن تنعتني بالنفاف السياسي؟
ثانيا التعصب السياسي الذي اكل عليه الدهر وشرب كما جاء في تفاعلك لا علاقة له بالاعتزاز بانتمائي إلى مدرسة سياسية مناضلة لاشك أنك تعرفها جيدا أسسها الوطنيون رواد الاتحاد ويحمل مشعلها مناضلو الحزب الأوفياء. التعصب السياسي أو الحزبي نحن خريجي هذه المدرسة العظيمة كنا ومانزال وسنظل ضده لأن الوطن ومصلحة الوطن أكبر من الحزبية الضيقة ومن أي حزب مهما كان شأنه.
أما قولك “اللي كيقبل يدخل للعبة السياسية فالبلاد السعيدة عرفو غارق حتى للودنين في الفساد المستشري بين السياسيين ديال الاتحاد الاشتراكي” فأنا بالعكس ومعي عشرات الآلاف من مناضلات ومناضلي الاتحاد نعتبر العمل السياسي النظيف والمستقيم والنزيه عمل وطني لا يقدر عليه سوى الوطنيون المناضلون والنزهاء، رغم أن هناك من وافدين على العمل السياسي من بوابة “الشكارة” أو من الأدواة القديمة التي صنعها غير المأسوف على رحيله إدريس البصري الذين يحاولون الاستثمار في السياسة. وأمام هذه الوضعية لا يجوز لأي مناضل حقيقي أن ينسحب او يستسلم في وجه لوبيات الفساد من أمثال الذين تحدثت عنه في تدويني أوفي مئات التدوينات والمقالات السابقة. نحن المناضلون الذين لم نتلقى ريعا أو امتيازا أو مكافئة من أي كان ولا نخاف في قول كلمة الحق لومة لائم بل وقد أدينا ولازلنا مستعدين لأداء ثمن النضال من حريتنا وأجسادنا وعلى حساب وظائفنا وأسرنا وبالتالي لا يمكننا أن نتوارى إلى الخلف ونرفع الراية البيضاء استسلاما أمام لوبيات الفساد مهما كان شانهم وانتماؤهم بمن فيهم من ينتسب إلينا أو يدعي بأنه من ملتنا.
وإذا كان هناك من يدعي وجود شبهات ضد من ينتمي إلى الحزب الذي أعتز بالانتماء إليه أتحداه أن تتحرك في دواخله روح الوطنية ويقدم شكاية ضدهم للنيابة العامة فالقضاء لا يهاب الاتحاديين او غير الاتحاديين.
أما عن موضوع كارثة الحوز فاتحداك أن تنكر ما قمنا به كاتحاديين تجاه السكان المنكوبين، حيث ساهمنا ماديا وبشريا وتنظيميا في وصول المساعدات وفي حملات التضامن على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الدولي وشاركنا عبر الجمعيات التي تنتمي إليها في تنظيم خلايا وفرق للإسعاف وساهمنا من خلال مرافعات الفريق البرلماني الاتحادي في تحسيس الحكومة وحثها على اتخاذ المتعين وإيصال الإمدادات والوفاء بالتزاماتها في إعادة الإعمار ولم يتوقف إعلامنا الحزبي عن التحسيس والتوعية لكي يستمر الاهتمام والعناية بالمنكوبين.
إننا يا سيدي المحترم إذ نقوم بعملنا السياسي الوطني النظيف والنزيه فإننا لا نتقاضى مقابله أجرا ولا نتلقى من أجله امتيازا ولا نسعى نقابله للحصول على الريع، بل بالعكس نحن المناضلون النزهاء ندفع من جيوبنا ومن صحتنا لكي تظل شمعة النضال متقدة حتى لا يستطيع الفساد والظلامية والعدمية إسدال ستار الظلام على هذا البلد الآمن بشرفائه ويحجب عنه أشعة الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
(للحديث بقية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock