مقالات و آراءمجتمع

ليالي الدشيرة الرمضانية.. إشعاع ثقافي وإيماني في نسختها الرابعة

اختتمت مساء يوم الأربعاء 26 مارس 2025 فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان “ليالي الدشيرة الرمضانية”، الذي نظمته جماعة الدشيرة الجهادية على مدى تسعة أيام، في أجواء جمعت بين الروحانية والعمق الثقافي. وتميزت الليلة الختامية بإحياء “السلكة”، وهي تقليد مغربي أصيل يرتبط بختم القرآن الكريم، حيث أحيى طلبة المدرسة العتيقة أبي بكر الصديق والمدرسة العتيقة لمسجد أموكاي هذه الأمسية بتلاوات عطرة وابتهالات مؤثرة، جسدت تلاحم الديني والثقافي في الهوية المغربية.


حققت الدورة الرابعة للمهرجان نجاحا لافتا، حيث عززت مكانتها كموعد سنوي يترقبه سكان المدينة وزوارها، بفضل تنوع فعالياتها التي شملت الجوانب الدينية، الأدبية، الفنية، والرياضية.

في الجانب الديني، برزت المسابقة القرآنية التي ضمت 86 مشاركا ومشاركة، تنافسوا في تلاوة القرآن الكريم بتجويد وإتقان، وسط أجواء من الخشوع. كما أثرت مسابقة السماع والمديح النقاش حول أهمية هذا الفن في الحفاظ على التراث الروحي المغربي، حيث اكتُشف خلالها مواهب شابة واعدة.

أما على المستوى الفكري، فقد شهد المهرجان محاضرة علمية بعنوان “دور المدارس العتيقة في الحفاظ على الهوية الدينية والوطنية”، سلطت الضوء على إسهام هذه المؤسسات في صياغة الوعي الديني والاجتماعي. كما مثلت مسابقة الشطرنج بعداً ذهنيا متميزا ، حيث تنافس نخبة من اللاعبين في لعبة الاستراتيجية، مؤكدة أن رمضان ليس فقط شهر العبادة، بل أيضا فرصة لتنشيط العقل.


في حقل الأدب، استقطبت الأمسية الأدبية اهتماما واسعا، حيث تم تقديم وقراءة كتاب “كاد أن يكون” للأستاذ إبراهيم أمجاد، الذي فتح نقاشا ثريا حول مضامينه الفكرية والإبداعية. كما أثرت ليلة شعرية المشهد الثقافي بإلقاء قصائد تتنوع بين العمق الإنساني والجمال اللفظي.

وفي الفن المسرحي، لامس العرض المسرحي “لفاكتور” للمخرج يوبا أبركا قضايا اجتماعية عبر لغة درامية مؤثرة، مما أضاف بعداً فنياً يزاوج بين الترفيه والتوعية.


كانت “السلكة” خاتمة مضيئة لهذه الدورة، حيث اجتمع الحضور في جو إيماني يعكس تمسك المجتمع المغربي بتقاليده الدينية الأصيلة. وأكد المنظمون أن هذه الدورة رسخت مكانة المهرجان كفعالية جامعة بين الأصالة والمعاصرة، مما يعكس غنى المشهد الثقافي والديني في المنطقة.

وبهذا، تختتم ليالي الدشيرة الرمضانية نسختها الرابعة، حاملةً معها وعوداً بتجديد الإبداع في السنوات المقبلة، وتأكيداً على أن رمضان ليس فقط شهر الصيام، بل فضاءً للقاء الثقافي والروحي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock