مجتمع

موسم يعانق العالم من بوابة التراث الصحراوي

في خطوة جديدة نحو ترسيخ موقعه كأحد أبرز التظاهرات الثقافية ذات البعد الدولي، أعلنت مؤسسة ألموكار عن تنظيم الدورة الثامنة عشرة من موسم طانطان، وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 إلى 18 ماي 2025، تحت شعار يتماهى مع روح الاستمرارية والانفتاح: “التراث الحي.. ذاكرة تتجدد”.

ويأتي هذا الإعلان في سياق استثنائي يراهن فيه المنظمون على تقديم نسخة غنية ومبتكرة، تمزج بين الأصالة الصحراوية والانفتاح على الثقافات العالمية، في إطار رؤية تسعى لجعل طانطان قبلةً للباحثين عن العمق الثقافي والإنساني.

وفي هذا الإطار، صرح محمد فال بويها، رئيس مؤسسة ألموكار، قائلاً:
“موسم طانطان لم يعد مجرد احتفال محلي، بل أضحى منصة عالمية للحوار الثقافي، ومرآةً تعكس هوية الصحراء المغربية بكل مكوناتها. نسخة 2025 ستكون مناسبة لتكريم الإنسان الصحراوي واستحضار دوره في صناعة الذاكرة المشتركة.”

أما المدير الفني للموسم، عبد الله الزروالي، فأكد أن هذه الدورة ستشهد مشاركة وفود رسمية وشعبية من دول متعددة، إلى جانب ضيوف شرف من شخصيات ثقافية وفنية بارزة. وأضاف:
“نحن نحرص على تطوير البرمجة سنويًا لتشمل عروض الفروسية (التبوريدة)، معارض للمنتوجات المحلية، ورشات للأطفال واليافعين، وخيامًا تعكس نمط العيش البدوي في بعده الجمالي والروحي.”

وسيعرف الموسم أيضًا تنظيم ندوات فكرية حول الثقافة الحسانية، وحلقات للنقاش الأكاديمي حول التراث اللامادي كرافعة للتنمية المستدامة، إلى جانب أمسيات شعرية وموسيقية تبرز غنى الموروث المحلي.

من الجدير بالذكر أن موسم طانطان قد تم تصنيفه سنة 2005 من طرف منظمة اليونسكو كـ”تحفة من التراث الشفهي اللامادي للإنسانية”، ما أضفى عليه بعدًا رمزيًا جعله ضمن المواعيد الثقافية الكبرى في إفريقيا والعالم العربي.

بانتظار شهر ماي، تستعد مدينة طانطان لتكون على موعد جديد مع التاريخ، حيث تلتقي الرمال بالأنغام، والخيمة بالعلم، والذاكرة بالمستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock