ندوة دولية بسيدي إفني تناقش المبادرة الملكية لانفتاح دول الساحل على الأطلسي

شهدت مدينة سيدي إفني، يوم الجمعة 25 أبريل 2025، ندوة دولية حول “آفاق المبادرة الملكية لولوج دول الساحل إلى الأطلسي وأدوار الإعلام في مواكبة الرهانات الكبرى للمملكة المغربية”، وذلك تزامنا مع انعقاد الدورة الخامسة لمنتدى الصحراء المغربية الدولي للصحافة والإعلام.
افتتحت الندوة بكلمات ترحيبية من قبل عدد من المسؤولين المحليين والوطنيين، حيث أكد الدكتور حسن صدقي، عامل إقليم سيدي إفني، على الأهمية الاستراتيجية للمبادرة الملكية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز انفتاح دول الساحل على المحيط الأطلسي، بما يعود بالنفع على التنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي.
من جانبه، أشار السيد لحسن بلفقيه، رئيس المجلس الإقليمي لسيدي إفني، إلى أن المبادرة الملكية تشكل فرصة تاريخية لتعزيز التعاون بين المغرب ودول الساحل، معتبرا أن الإقليم يشكل حلقة وصل مهمة في هذا الإطار. أما السيد رشيد البطاح، رئيس المجلس الجماعي لسيدي إفني، فقد شدد على أهمية البعد التنموي للمبادرة، لاسيما في ما يتعلق بتطوير البنى التحتية والاستثمارات الاقتصادية.
كما شاركت في الجلسة الافتتاحية السيدة سلام المباركي، نائبة رئيس مرصد الصحراء للدبلوماسية الإعلامية والسلم والتنمية، التي أكدت على دور الدبلوماسية الموازية والإعلام في تعزيز صورة المغرب كفاعل رئيسي في استقرار المنطقة.
أدار الجلسة الأولى الدكتور محمد سالم بونعاج، وتناولت المداخلات التحليلية الآفاق الجيوسياسية والاقتصادية للمبادرة الملكية.
– الدكتور الموساوي العجلاوي تناول السياسة الإفريقية للمغرب، مشيرا إلى أن المبادرة الملكية تأتي في إطار تعزيز التعاون جنوب-جنوب، وتمتين العلاقات مع دول الساحل.
– الدكتور الغالي الغيلاني، رئيس المركز الدبلوماسي وأستاذ باحث بجامعة القاضي عياض، سلط الضوء على الأبعاد الاستراتيجية للمبادرة، مؤكدا أن المغرب يلعب دوراً محورياً في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
– الدكتور الطيب أدكوي، المتخصص في الجغرافيا البشرية، تطرق إلى دور التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية في تعزيز البعد الاستراتيجي للمغرب.
– الدكتور بودان سان، الأستاذ الجامعي في علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية، قدم رؤية تحليلية حول التفاعلات المجتمعية والثقافية بين المغرب ودول الساحل.
انعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان “أدوار الإعلام في مواكبة الرهانات الكبرى للمملكة المغربية”، وتمحورت حول كيفية توظيف الإعلام لتعزيز الصورة الدولية للمغرب.
– الأستاذ وليد كبير، رئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية، تحدث عن دور الإعلام في الدبلوماسية الناعمة، مؤكدا على ضرورة تسويق المبادرة الملكية بشكل أمثل.
– الدكتور محمد بودن، الخبير في القضايا الدولية، قدم دراسة تحليلية حول تعزيز العلامة الوطنية للمملكة في أفق 2030.
– الدكتور عبد اللطيف بن صفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، ناقش أهمية إدراج المبادرة الأطلسية في استراتيجيات التكوين الإعلامي.
– الأستاذ محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، تناول دور الإعلام في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل.
اختتمت الندوة بتوصيات دعت إلى تعزيز التعاون الإعلامي بين المغرب ودول الساحل، وضرورة إبراز النجاحات المغربية في مجال التنمية والأمن، مع التأكيد على أهمية التكوين الإعلامي في مواكبة الرهانات الاستراتيجية للمملكة.
هذا الحدث الدولي شكل منصة حوارية مهمة لتبادل الرؤى بين الخبراء والمسؤولين، في مسعى لتعزيز الرؤية الملكية الرامية إلى جعل المغرب جسرا للتواصل بين إفريقيا والعالم.