ثقافة وفن

تأخر صرف الدعم العمومي للفنانين يثير قلق النقابة المغربية للمهن الفنية

في سياق متابعتها المتواصلة لقضايا الشغيلة الفنية، وحرصا منها على التفاعل مع انشغالات أعضائها، تلقت النقابة المغربية للمهن الفنية، خلال الأسابيع الأخيرة، عددا من المراسلات والاستفسارات من فنانين ومنتجين ومهنيين في مجالات الموسيقى الأغنية والفنون الاستعراضية والكوريغرافية، تتعلق بتأخر صرف الدفعة الأولى من الدعم العمومي برسم الدورة الثانية لسنة 2024، والذي تم الإعلان عن نتائجه بتاريخ 10 دجنبر 2024

وإذ تسجل النقابة تفهمها للإكراهات التي قد تعرفها بعض المساطر الإدارية والمالية، فإنها في الوقت ذاته تعرب عن قلقها البالغ من هذا التأخر غير المعتاد، لا سيما وأن العقود الموقعة بين الوزارة والمستفيدين تنص بوضوح على صرف الدفعة الأولى (50%) بعد توقيع العقد والتأشير على الالتزام بالنفقة، وهي دفعة أساسية تشكل أرضية لتنزيل المشاريع الفنية في ظروف سليمة.

إن استمرار هذا التأخر يربك بشكل مباشر عملية الإنجاز، ويضع الفنانين والمقاولات الثقافية أمام تحديات تنظيمية ومالية قد تعرضهم للإخلال بالتزاماتهم التعاقدية، في وقت تنص فيه المقتضيات التنظيمية على ضرورة إنجاز المشاريع داخل أجل شهرين من تاريخ التوصل بالدفعة الأولى، تحت طائلة إجراءات إدارية لاحقة.

وانطلاقا من روح المسؤولية المشتركة، ومن موقعها كشريك مؤسساتي يسعى إلى تعزيز الثقة والتعاون البناء بين الفاعلين الثقافيين والقطاعات الحكومية، فإن النقابة المغربية للمهن الفنية

-1- تعبر عن أملها في أن تتم تسوية هذا التأخير في أقرب الآجال، بما يمكن الفنانين من استكمال مشاريعهم في ظروف تحفظ كرامتهم المهنية وتدعم مساراتهم الإبداعية.

2- تدعو إلى مزيد من التنسيق بين المصالح المعنية داخل وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة المالية، لتسريع وتيرة الإجراءات المتعلقة بصرف المستحقات، وتفادي أي انعكاسات سلبية على الفاعلين في الحقل الفني.

-3- تجدد التأكيد على انفتاحها التام على الحوار والتشاور المؤسساتي من أجل تطوير آليات الدعم، وتعزيز الحكامة الجيدة في تدبيره، بما يضمن استقرارا أكثر واستدامة حقيقية للقطاع الموسيقي والفني ببلادنا.

4- تثمن الجهود المبذولة من طرف مختلف المتدخلين في سبيل دعم الثقافة والفنون، وتشيد بالإرادة الوطنية المتواصلة لتكريس مكانة الفن كرافعة تنموية ومجتمعية، مع التأكيد على أن الاستثمار في الزمن الإداري جزء أساسي من إنجاح أي سياسة ثقافية.

وختاما، تجدد النقابة المغربية للمهن الفنية التزامها الثابت بالدفاع عن قضايا وانشغالات مهنيي الفنون، في إطار مؤسساتي تشاركي، ومسؤول، واضعة نصب أعينها مصلحة الوطن، وتقديرها العميق للدور الذي يلعبه الفنان المغربي في صون الهوية الثقافية، وتعزيز الإشعاع الفني للمملكة.

إمضاء : الأمين العام للنقابة

النقيب جواد شديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock