في عيد الشغل: لا للظلم، لا للحگرة، لا للتعسف على الطبقة العاملة

بقلم:أنوار العسري يحل علينا عيد الشغل هذه السنة في ظل استمرار معاناة الطبقة العاملة، خاصة في معامل تصبير السمك والمزارع والضيعات الفلاحية، حيث تتجدد مظاهر الحيف والاستغلال والظروف غير الإنسانية التي تشتغل فيها فئات واسعة من العاملات والعمال.
في معامل تصبير السمك، تتعرض العاملات والعمال لمخاطر جسيمة نتيجة غياب معدات الحماية الفردية، واشتغالهم في ظروف قاسية من البرودة المفرطة، ما يؤدي إلى تفشي أمراض مهنية مزمنة دون أي تغطية اجتماعية أو صحية حقيقية. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتم اللجوء إلى الطرد التعسفي والتوقيفات غير المبررة، مما يزيد من هشاشة وضعهم المعيشي.
أما في المزارع والضيعات الفلاحية، فتتجاوز ساعات العمل اليومية 10 إلى 12 ساعة دون تعويض عن الساعات الإضافية، مع انعدام وسائل الراحة والحماية، وإجراء اقتطاعات تعسفية من الأجور دون أي سند قانوني. كما يتم تكديس العمال والعاملات في عربات نقل مهينة لا تراعي كرامتهم، في مشهد أقرب إلى “نقل الحيوانات” منه إلى وسيلة نقل بشرية.
إن تحسين أوضاع هذه الفئة لا يجب أن يبقى مجرد شعار يُرفع كل فاتح ماي، بل يتطلب إرادة حقيقية لتوفير بيئة عمل سليمة، والاعتراف بالعامل شريكًا في الإنتاج والمردودية، وتفعيل آليات الحماية الاجتماعية، وفرض غرامات صارمة على الشركات التي تنتهك قوانين الشغل وحقوق الإنسان.
عيد الشغل ليس احتفالاً، بل صرخة ضد الظلم، والحگرة، والتعسف. فلنقف جميعًا إلى جانب العاملات والعمال من أجل كرامة حقيقية وعدالة اجتماعية.