الدرويش يتفاعل مع تصريحات بنكيران ويدعو الى الأخلاق في السياسة

ندد الفاعل السياسي والمدني الأستاذ محمد الدرويش بالكلام الوارد في خطاب عبد الالاه بنكيران امين عام العدالة والتنمية والموجه للرئيس الفرنسي وللرئيس الأمريكي ماكرون و ترامب ، لافتا الى أن السيد بنكيران كان مجانباً للصواب ومتعد على مجال السياسة الخارجية للمملكة المغربية و المكفولة بمنطوق دستورها إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله ، وأضاف “هذا في اعتقادي المتواضع عيب وعار على الرجل، وهو الذي يعلم – في اعتقادي – المجهودات المبذولة من قبل المؤسسة الملكية خصوصاً وجلالة الملك على وجه أخص والمؤسسات الدستورية كل حسب مسؤوليته و موقعه ومجال اختصاصه في بناء علاقات دولية قائمة على الاحترام المتبادل والثقة بين الأطراف و المصالح المشتركة والدفاع عن الوطن جغرافيةً وتاريخاً واقتصاداً وتراثاً وثقافةً و غيرها اعتقد ان هذا الشق بالخصوص آلمني وجعلني اقول إن الرجل فقد شيئاً من حكمته السابقة في توجيه سهامه”.
جاء ذلك اثناء مشاركة الأكاديمي الدرويش في برنامج ” اطلنتيك الظهيرة” الذي قدمه الصحفي أحمد علوة يوم الاثنين 5 ماي 2025، ودار النقاش حول اعادة انتخاب السيد عبد الالاه بنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية وما أثاره من جدل بخصوص قضية (تارة قبل غزة ).
وعبر الدرويش عن استيائه العميق لما وصلت اليه الخطابات السياسية في المغرب خصوصا بعد سنة 2011، موجها نداء للأحزاب السياسية بأن ترفع من المستوى الأخلاقي في تدبير الاختلاف و توجيه الانتقاد فالسياسة، موضحا أن “السياسة قبل وبعد كل شيء أخلاق في الممارسة وفي الكلام.”
ولم يفت الأستاذ محمد الدرويش تهنئة السيد عبد الالاه بنكيران بعد اعادة انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، وعلى الثقة التي حظي بها من طرف المؤتمرين والمؤتمرات، موضحا أن هذا الأمر داخلي كما هنأ منخرطي الحزب بنجاح مؤتمرهم.
وحول ما جاء على لسان السيد عبد الالاه بنكيران، قال الدرويش: “فإننا لم نكن اما خطاب نقابي او سياسي يوم فاتح مايو الماضي بل كنا امام خطبة فقيه له قدرة كبيرة على فن التواصل متدرب و يعرف كيف يوجه سهامه و يدرك مخاطر ما يقول و معاني ما يصرح به، اننا لم نكن امام خطاب سياسي رصين كما عهدنا ذلك في خطابات الوزراء الأولين من مثل المرحوم عبد الرحمان اليوسفي و السيد عباس الفاسي و السيد ادريس جطو مثلاً حيث كانوا ينزلون كل كلمة في محلها و يوزعون الاشارات بأياديهم وملامح وجوههم حسب ما يقتضيه مقام الخطاب ويبعثون بالرسائل لمن يعنيهم الأمر دون حاجة إلى ذكر اسمائهم أو صفاتهم او افعالهم”، وتابع: “لن اسمح لنفسي بمناقشة ما قاله السيد بنكيران بخصوص قضايا حزبه الداخلية وبخصوص صراعاته مع مجموعة من السياسيين والإعلاميين، فالرأي العام – وأنا منه – يتابع و يقيم كل حسب موقعه و مستواه، اما لمن وجه تلك الصفات والكلمات غير اللائقة في مجتمعنا فهو يعرفهم وهم يعرفونه”.