موسم طان طان ومؤسسة الموكار ، نموذج للتنمية الثقافية المستدامة

يعد موسم طان طان واحدا من أبرز التظاهرات الفنية والثقافية بالمغرب، حيث يشكل مناسبة سنوية تحتفي بالتنوع الثقافي الصحراوي، وتبرز غنى التراث المغربي الأصيل في أبهى حلله. ولا يقتصر دور هذا الموسم على الجوانب الاحتفالية فقط، بل يتعداه ليشكل منصة للتعريف بالنموذج الثقافي المغربي والصحراوي على الصعيد الدولي، من خلال تصديره كرسالة للسلام، والتسامح، والتعايش، وهي القيم التي تميز المملكة المغربية منذ قرون.
ويمثل هذا الحدث الثقافي رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والسياحية، سواء على مستوى مدينة طان طان أو جهة كلميم وادنون بصفة عامة. فالآلاف من الزوار والسياح يتوافدون على المدينة خلال أيام المهرجان، ما ينعكس بشكل مباشر على انتعاش قطاعات حيوية كالسياحة، والنقل، والخدمات، بالإضافة إلى الصناعة التقليدية التي تجد في هذا الموسم فضاء لتسويق منتجاتها محليا ودوليا.
ولا شك أن الجانب الاقتصادي للموسم لا يقل أهمية عن بعده الفني، إذ يمكن وصفه بـ”القوي” و”المفيد”، لِما يوفره من فرص استثمارية ومداخيل مهمة للساكنة المحلية، كما يعزز من دينامية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، خصوصا لفائدة التعاونيات النسائية والحرفيين.
إن موسم طان طان، المدرج ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية من طرف اليونسكو، يثبت عاما بعد عام أنه ليس مجرد مهرجان عابر، بل حدث متكامل يحمل بين طياته أبعادا حضارية، وإنسانية، وتنموية تجعل منه علامة مضيئة في سماء الثقافة المغربية.



