أزمة القطاع الصحي بأكادير تصل إلى ذروتها: النقابة الوطنية للصحة العمومية ترد بقوة وتدعو إلى التعبئة

أكادير : بعد سلسلة من الأحداث المتلاحقة التي عرفها قطاع الصحة بإقليم أكادير إداوتنان، خرج المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوي تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ببيان مطول يعرض فيه تطورات الأزمة، متهما جهات بعينها بمحاولات التشويش والإساءة إلى الأطر الصحية، ومعلنا عن سلسلة من الخطوات النضالية للدفاع عن حقوق العاملين بالقطاع.
وجاء في البيان أن المكتب النقابي تعامل مع مجريات الأحداث بـ”الكثير من المسؤولية والموضوعية”، معبرا عن مواقفه الراسخة والواضحة في كل محطة، بدءا من إصدار بيان إقليمي يوم 21 ماي 2025، سلط الضوء على اختلالات وصفت بـ”الخطيرة” داخل الإدارة الإقليمية للصحة، مرورا ببيان جهوي في 24 ماي، وانتهاء باعتصام إنذاري نظم أمام مكتب المندوب الإقليمي يوم 26 ماي.
وأكدت النقابة أن الأزمة المفتعلة بالمركز الجهوي المندمج لتقويم الأعضاء والترويض، ما هي إلا محاولة لضرب مناضلي النقابة الذين دبروا المركز منذ افتتاحه بكل كفاءة ونزاهة، بحسب تعبيرها. وأضافت أن الهجوم عليهم جاء فقط لأنهم تصدوا لما وصفته بـ”الفوضى ومحاولات تحويل المرفق العمومي إلى مجال للريع والغنيمة”.
وأشار البيان إلى أن بعض الجهات، التي وصفها بـ”المصطادين في المياه العكرة”، فشلت في إثبات أي تقصير أو فساد إداري على مناضلي النقابة، فلجأت إلى “حرب قذرة” قوامها التشهير والتشويش عبر بعض المنابر الإعلامية “فاقدة للمصداقية”. لكن هذه المحاولات، كما تقول النقابة، باءت بالفشل بفضل يقظة الأطر التقنية والإدارية بالمركز، التي وصفت بروحها المهنية العالية والتزامها بخدمة المواطنين، خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان لقاء جمع وفد من النقابة مع الإدارة المركزية مناسبة لطرح تصور شامل لحل الأزمة، مع التأكيد على أن نقابة الصحة لا تتحمل أية مسؤولية في ما وقع، محملة مسؤولية الاحتقان إلى جهات “تصر على استهداف مساعدة اجتماعية اجتازت مباراة الممرضة الرئيسة باستحقاق”، معتبرة ما يحدث نوعا من العداء العنصري المرفوض.
كما ندد البيان بمحاولة تحويل الصراع إلى خلاف نقابي حول منصب مسؤولية، والتشهير بكفاءات تمريضية مثل رئيسة قطب العلاجات التمريضية بالمستشفى الجهوي، التي اتهمت “بهتانا بالإهمال”، في وقت تنادي فيه ذات الجهات بضرورة الرقي بالمهن التمريضية واستكمال ورش نظام LMD، الذي ظل مطلبا مركزيا لسنوات.
وأكدت النقابة أن موقفها الثابت يتمثل في دعم استكمال المسارات الأكاديمية والعلمية لكافة الأطر التمريضية، بغض النظر عن انتماءاتهم النقابية، مشددة على أن أي محاولات للتشكيك في كفاءاتهم أو منعهم من تولي المناصب ستواجه بكل حزم.
وفي ختام بيانها، أكدت النقابة أنها قدمت للإدارة المركزية حزمة من الحلول الواقعية الكفيلة بطي صفحة الأزمة المفتعلة بالمركز الجهوي، داعية كافة الأطر الصحية والمناضلين إلى الحضور المكثف يوم 31 ماي المقبل لتحصين هياكل النقابة، ومواصلة النضال من أجل حماية كرامة ومكتسبات الشغيلة الصحية بأكادير إداوتنان.
القطاع الصحي بالإقليم يقف اليوم على مفترق طرق بين التصعيد والتهدئة، وسط أمل أن تنتصر لغة الحوار والتعقل للحفاظ على مصالح المرتفقين، وصورة المرفق العمومي، خاصة عندما يتعلق الأمر بمؤسسة اجتماعية حيوية تخدم فئات في أمسّ الحاجة إلى الرعاية والكرامة.




