سقف انتظارات مرتفع من الوالي الجديد لمراكش: ملفات ثقيلة وحاجات ملحة لإصلاح شامل

محمد الهروالي
تتجه الأنظار إلى المهندس رشيد بنشيخي، الوالي الجديد بالنيابة على جهة مراكش-آسفي وعامل عمالة مراكش، المعين مؤخرًا خلفًا لفريد شوراق، وسط تطلعات كبيرة من طرف الساكنة المحلية لإحداث تغيير حقيقي في طريقة تدبير الشأن العام، وإنهاء عدد من الاختلالات التي ظلت تؤرق المدينة ومحيطها منذ سنوات.
وتراهن فئات واسعة من المواطنين والفاعلين على خبرة بنشيخي، خريج المدرسة المحمدية للمهندسين وصاحب مسار إداري طويل، لإعادة ترتيب الأولويات، وتحقيق قفزة نوعية في ملفات كبرى أبرزها: تأهيل المدينة العتيقة، تسريع مشاريع “الحاضرة المتجددة” و فتح تحقيقات في ظروف تعثر تنزيلها، إصلاح مناخ الاستثمار، محاربة الفساد والاحتلال العشوائي للملك العمومي.
هذا و في مقدمة التطلعات يأتي إنعاش الاستثمار عبر معالجة أعطاب المركز الجهوي للاستثمار، وتبسيط المساطر الإدارية.
ضمان تتبع جدي للمشاريع المتوقفة أو المتعثرة.
الحزم في تطبيق القانون على المخالفين في مجال البناء العشوائي واحتلال الفضاءات العامة.
كما يطالب المواطنون بإعادة هيبة الإدارة الترابية وتفعيل دورها في الرقابة والتوجيه، بدل التساهل أو التواطؤ مع بعض مظاهر الفوضى والتسيب، خاصة في الأحياء السياحية والأسواق.
هذا و يعيش الشارع المراكشي حالة من الاحتقان الصامت جراء:
الفوارق الاجتماعية المتزايدة بين الأحياء.
صعوبة الولوج إلى الخدمات الأساسية بما فيها الصحة حيث يعاني المراكشيين بعد المواعيد الصحية و ضعف و اكتضاض المستعجلات .
انتشار الشيشة والمظاهر الليلية المقلقة في محيط المؤسسات التربوية والسياحية.
ويُعاب على الإدارة الترابية السابقة ضعف التواصل مع المواطنين، وغياب سياسة إنصات فعالة تعكس نبض الشارع وتلبي انتظاراته يتم محاولة التغطية بالاعتماد على من يعتبر في نظرهم مؤثرين تتم استمالتهم ببعض الطرق كما نشرت وسائل الإعلام في عيد الاضحى المنصرم بتوزيع اكباش يجهل من قام بتمويلها ما اعتبرته منظمات حقوقية حينها رشوة مقننة ، وهو ما يُنتظر القطع معه في عهد بنشيخي.
العديد من المتابعين للشأن المحلي يعتبرون أن النجاح الحقيقي للوالي الجديد لن يتحقق إلا بمدى استعداده لفتح ملفات الفساد، والضرب بيد من حديد على بعض اللوبيات التي عطلت التنمية واستفادت من مواقع النفوذ، سواء في قطاعات التعمير أو التسيير الجماعي أو تدبير المشاريع.
يأتي تعيين بنشيخي عقب قرار مفاجئ بإعفاء الوالي السابق فريد شوراق، على خلفية ما وُصف بـ”خرق توجيهات بروتوكولية” أثناء عيد الأضحى، في انتظار صدور تعيين رسمي لوالي دائم للجهة من قبل الملك.
في هذا السياق، يرى مراقبون أن مرحلة “التكليف المؤقت” لا تعني التسيير الإداري الروتيني، بل تفرض على بنشيخي مباشرة إصلاحات ملموسة، خصوصًا أنه سبق أن أدار ملفات صعبة بإقليم الحوز بتوازن وفعالية و أبان عن شخصية قوية و بعد نظر حيث اصبحت منطقة الحوز الأولى سياحيا على صعيد الجهة و تتصدر العديد من الجهات وطنيا و دوليا .
مراكش اليوم ليست بحاجة إلى تدبير كلاسيكي، بل إلى نهج إصلاحي حاسم يعيد ثقة المواطنين في الإدارة. والوالي بنشيخي، بتكوينه الهندسي وتجربته الميدانية، أمام فرصة حقيقية لتدشين مرحلة جديدة عنوانها: الشفافية والفعالية في القرار من اجل الوصول بمراكش إلى مكانتها العالمية عن جذارة و استحقاق .