منوعات

ازيلال.. شيخ الطريقة البصيرية يبرز اسهامات التصوف في العلوم الشرعية والإنسانية

 

أبرز شيخ الطريقة البصيرية  مولاي إسماعيل بصير اهتمام اهل التصوف بالعلوم الشرعية  مضيفا انه كان كثير منهم علماء راسخين في القرآن الكريم وعلومه، والحديث الشريف وعلومه، والفقه وأصوله وعلم الكلام، واللغة العربية وعلومها، وغيرها من العلوم الإسلامية الأساسية، لافتا إلى سطوع نجم اهل التصوف في العلوم الإنسانية، التي تُعنى بالإنسان وعلاقاته، وسلوكه، ومجتمعه، وثقافته، وهي في جوهرها علوم ترتبط بالتزكية، والوعي، والإصلاح، وقدم نماذج في هذا الاطار .

جاء ذلك في الكلمة التي القاها خادم الطريقة البصيرية يوم الثلاثاء 18 بونيو 2025،  في الجلسة الافتتاحية للندوة العلمية الدولية التي تنظمها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة للملك محمد السادس نصره الله، حول موضوع: “عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية والإنسانية، وذلك بتنسيق مع المجلس العلمي الجهوي لجهة بني ملال خنيفرة وشعبة الدراسات الإسلامية والمختبرات والماسترات التابعة لها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال يومي 17و18 يونيه 2025م بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير بني اعياط، وبعمالة أزيلال وعمالة الفقيه بن صالح، بالمملكة المغربية، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، بمشاركة علماء وباحثين من المغرب وخارجه.

وأكد الشيخ مولاي إسماعيل بصير أن هذه التظاهرة العلمية تروم إنصاف أهل التصوف وإظهار تفوقهم ومشاركتهم في سائر العلوم الشرعية والإنسانية، وإلى رد الدعوات المغرضة التي تتهم أهل التصوف بالجهل وتعاطي البدعة والضلالة والدجل، ولا تفرق بين أهل الصدق وأهل الباطل منهم، مذكرا باعتبار التصوف ثابتا من ثوابت الأمة المغربية الرصينة.، وأوضح إن موضوع:”عناية أهل التصوف بالعلوم الشرعية والإنسانية“، ليس مجرد حديث عن فرعٍ من فروع المعرفة فحسب، بل هو تناول لتيار أصيل داخل الحضارة الإسلامية، جمع بين التزكية الروحية والتحصيل العلمي، وبين الخشوع في المحراب والدرس في حلقات العلم، وبين الورع في السلوك والاجتهاد في فهم النصوص.

وشدد على أن السادة الصوفية لم يكن علمهم مجرد تنظير، بل اقترن دائمًا بـالعمل والسلوك والتزكية، وكانوا يرون العلم بلا عمل وبَالاً على صاحبه، والعمل بلا علم ضلال، وقد جرى على ألسنة كثير منهم قولهم المأثور في ذلك: “كلُّ علم لا يُورِّث الخشية فليس بعلم”، مشيرا الى تركيزهم على تربية طلابهم على أن يتعلموا ليعملوا، ويزكوا أنفسهم، ويخدموا الناس، ويجمعوا بين الشريعة والحقيقة، والظاهر والباطن، والعقل والقلب.

وسلط الضوء على الأدوار التي قامت بها  الزاوية البصيرية في تعليم ونشر العلم، مشيرا الى شهادة العلامة المختار السوسي عندما زارها في ثلاثينيات هذا القرن حيث قال  أنه وجد مائة من الطلاب يدرسون في رحاب الزاوية، وتابع الشيخ مولاي إسماعيل بصير “ومنذ تأسيسها سنة 1912م وهي تدرس وتخرج إلى يومنا هذا، وهذا الفقيد محمد بصير الذي نجتمع بمناسبة ذكراه، كان من أوائل أبناء الزاوية الذين حصلوا العلم في رحابها وفي رحاب جامعة ابن يوسف بمراكش ورحل إلى الأزهر بمصر في ستينيات القرن الماضي لطلب العلم، وكان جامعا بين العلوم الشرعية والإنسانية والتصوف، وهذه مدرسة زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق جعلت شعارها الذي ترفعه بشكل دائم:( علم وسلوك)” .

تجدر الإشارة الى أن شيخ الطريقة البصيرية  مولاي إسماعيل بصير دعا في كلمته إسبانيا الى الكشف عن مصير المجاهد محمد بصير، معبرا عن اسفه كونها  لم تعترف بمسؤوليتها عن الاختفاء القسري الذي طال هذا المقاوم المغربي الوحدوي، رغم أن الطلب يلتزم بالحل الودي دون تبِعات أخرى، خاصة أنها اعترفت بالحكم الذاتي حلاًّ ناجعاً للنزاع المفتعل حول مغربية الصحراء ، معبرا عن امله في أن يُدفنَ المقاوم محمد بصير بجِوار َوالده آبائه في مقبرة الزاوية البصيرية ببني عياط بإقليم أزيلال،

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock