مجتمع

صياغة الفضة بتيزنيت ، فن أمازيغي أصيل يواجه تحديات العصر

تعتبر صناعة الفضة من أبرز الموروثات الحرفية التي تزخر بها مدينة تيزنيت، حيث تشتهر المدينة بإتقان حرفييها لصياغة الحلي والمجوهرات الفضية بلمسة أمازيغية أصيلة. ومع ذلك، فإن هذه الحرفة العريقة تواجه اليوم تحديات كبيرة تهدد استمراريتها، سواء على المستوى التقليدي أو الحديث.
في الماضي، كانت صياغة الفضة حرفة يدوية بحتة، يعتمد فيها الصائغ على أدوات بسيطة مثل المطرقة والسندان والمنفاخ، بالإضافة إلى مهارته الفنية في النقش والتشكيل. وكانت المرأة الأمازيغية هي المحور الأساسي في هذه الصناعة، حيث تصنع لها الحلي مثل “أخنخال” (الخلخال) و”تيزباي” (الحلق) و”تيفولوة” (القلادة)، والتي تزين بها في المناسبات والأعراس.

لكن هذه الحرفة التقليدية واجهت كراهات عديدة، أبرزها:
– ندرة المواد الخام، حيث أصبح الفضة النقية باهظة الثمن.
– تراجع الإقبال على الحلي التقليدية بسبب تغير الأذواق وانتشار المجوهرات الحديثة.
– انقراض بعض الحرفيين المهرة وعدم وجود جيل شاب يكمل المسيرة بنفس الحماس.
مع التطور التكنولوجي، دخلت آلات الصياغة الحديثة مثل القوالب الجاهزة والليزر في تشكيل الفضة، مما ساهم في إنتاج قطع أكثر دقة وتنوعا. كما ظهرت تصاميم عصرية تدمج بين الأصالة والحداثة لجذب الشباب والسوق العالمية.
لكن رغم هذه التطورات، فإن الصناعة لا تزال تعاني من:
– منافسة المنتجات المستوردة الرخيصة، والتي تقلّد التصاميم المحلية بجودة أقل.
– ضعف التسويق، حيث تبقى معظم المنتجات محصورة في الأسواق المحلية.
– صعوبة الحصول على التمويل لتطوير ورشات الصياغة وتوسيع نطاق العمل.
لضمان استمرارية صناعة الفضة بتيزنيت، لا بد من:
✔ دعم الحرفيين عبر توفير مواد خام بأسعار مناسبة.
✔ تطوير التسويق الرقمي لعرض المنتجات على نطاق أوسع.
✔ إدراج الصياغة في المناهج التعليمية لضمان نقل الخبرة للأجيال الجديدة.
✔ تنظيم معارض دولية لإبراز جودة منتجات تيزنيت.

إن الفضة التيزنيتية ليست مجرد حرفة، بل هي هوية وتراث يحتاج إلى حماية وتطوير. وعلى الجهات المعنية والمهتمين بالتراث العمل معا لضمان بقاء هذه الصناعة نابضة بالحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock