تفاقم أزمة النفايات بمدينة بويزكارن ، ساكنة غاضبة والجهات المعنية في قفص الاتهام

تشهد مدينة بويزكارن، اقليم كلميم ، في الآونة الأخيرة انتشارا مقلقا للأزبال في شوارعها وأزقتها، خاصة داخل الأحياء السكنية التي تحولت إلى نقاط سوداء بفعل تراكم النفايات المنزلية ومخلفات المحلات التجارية، مما خلق حالة من الاستياء وسط السكان الذين باتوا يعانون من التلوث البيئي والروائح الكريهة، ناهيك عن الخطر الصحي المتزايد.
أحياء غارقة في النفايات
تشير جولة قصيرة في بعض الأحياء، مثل حي الامل1 و حي الامل 2 ، وحي المسيرة،…. إلى غياب شبه تام لعمليات النظافة المنتظمة. فحاويات الأزبال – إن وجدت – إما ممتلئة حتى فاضت، أو متآكلة وغير صالحة للاستعمال. وتنتشر النفايات في الأزقة وبين المنازل، مما يساهم في اجتذاب الكلاب الضالة والحشرات، ويزيد من معاناة السكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن.
في تصريحات متفرقة للموقع، عبر عدد من المواطنين عن سخطهم من هذا الوضع. تقول السيدة (ف.م)، وهي ربة منزل تقطن بحي المسيرة: “نرمي الأزبال قرب المنزل لغياب الحاويات، ولكن لا تأتي الشاحنة إلا مرة أو مرتين في الأسبوع، وهذا غير كافٍ نهائيًا”. فيما أضاف أحد شباب حي الامل1: “نحن نحاول قدر الإمكان الحفاظ على نظافة الحي، لكن لا يمكننا تعويض دور الجماعة أو الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة.”
يرى متتبعون للشأن المحلي أن أسباب الأزمة متعددة، من بينها ضعف البنية التحتية الخاصة بتدبير النفايات، قلة عدد الحاويات، غياب استراتيجية فعالة للفرز والتدوير، ناهيك عن نقص في الموارد البشرية واللوجيستيكية. كما يرجع البعض جزءا من المسؤولية إلى سلوكيات بعض المواطنين الذين لا يحترمون أوقات رمي النفايات أو يتخلصون منها عشوائيا.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب نشطاء المجتمع المدني بالمدينة إطلاق حملات توعية، وتنظيم أيام تطوعية لتنظيف الأحياء، وإشراك السكان في بلورة حلول مستدامة. فحسب رأيهم، الحفاظ على نظافة المدينة مسؤولية مشتركة، تبدأ من المواطن وتنتهي عند الجهات المسؤولة.
تفاقم أزمة النفايات في بويزكارن يسلط الضوء على تحديات التدبير الحضري في المدن الصغرى، ويدق ناقوس الخطر بضرورة تضافر الجهود بين السلطات المحلية، الساكنة، والمجتمع المدني، من أجل بيئة سليمة تحفظ كرامة المواطنين وصحتهم.