مجتمع

بين “مسار الإنجازات” وواقع التهميش.. حي أكبار بأيت ملول في ظلام دامس!

في الوقت الذي يحتفي فيه رئيس جماعة أيت ملول بما يصفه بـ”الحصيلة غير المسبوقة” خلال مشاركته في اللقاء الجهوي الرابع لـ”مسار الإنجازات”، ويغدق الخطاب الرسمي بعبارات التخطيط الاستراتيجي والتنمية المستدامة، يعيش حي المزار، وبالأخص منطقة أكبار، واقعا مغايرا تماما، تختصره الساكنة بمرارة في عبارة: “الإنجازات حبر على ورق… ونحن في الظلام الدامس!”
فبتاريخ 17 يونيو 2025، شرعت مصلحة الإنارة العمومية التابعة للجماعة في تركيب ثلاث مصابيح ضوئية بحي أكبار على الأعمدة رقم 700، 1974، و5068. إلا أن هذا التحرك سرعان ما توقف بشكل مفاجئ دون تقديم أي توضيح، رغم الحاجة الماسة إلى الإنارة في منطقة تغرق منذ سنوات في التهميش وغياب أبسط مقومات العيش الكريم.
وبحسب ما أكدته مصادر محلية للجريدة، فإن محاولات السلطة المحلية للتواصل مع مصلحة الإنارة بالجماعة لم تثمر عن أي رد رسمي. هذا الغموض زاد من حدة التوتر، وفتح الباب أمام التأويلات، حيث ربط عدد من السكان تعثر الأشغال بـ”حسابات سياسية ضيقة”، في إشارة إلى أن الحي لا يشكل خزانًا انتخابيًا للحزب الأغلبي داخل المجلس الجماعي.
وفي مقابل الخطاب الرسمي الذي يشيد بإنجازات في مجالات الطرق، النقل المدرسي، البنية التحتية، والمشاريع الاجتماعية، تعيش ساكنة أكبار على وقع واقع مرير: لا إنارة، لا طرق مهيأة، لا مرافق للطفولة، ولا مساحات خضراء. بل إن الشوارع محفرة، والروائح الكريهة تنبعث من قنوات الصرف الصحي، فيما الأطفال لا يجدون مكانا آمنا للعب.
وقد عبر عن هذا الاستياء في إحدى التدوينات الفيسبوكية لسكان الحي بالقول:

” كاين الضلام الدامس، الشوارع محفرة، وزين خانقنا بروائحه، والدراري ما عندهم فين يلعبو!”

بعض الأصوات المحلية ذهبت أبعد من ذلك، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل شكلا من العقاب الجماعي، ومحاولة لتصفية حسابات انتخابية على حساب حقوق المواطنين الأساسية. وتساءل فاعلون محليون، في تصريحات متفرقة للجريدة، عن جدوى الحديث عن التنمية إذا كانت تمارس بانتقائية، وتمنح فقط للمناطق الموالية سياسيا.
وبينما تواصل الجماعة الترويج لـ”مسار الإنجازات” على صفحات التواصل الاجتماعي، تظل ساكنة حي أكبار تنتظر ما هو أبسط من المشاريع الضخمة: ضوء في الشارع، طريق غير محفرة، وفضاء آمن للأطفال.
ويجمع عدد من المتابعين المحليين على أن تجاهل تعليمات عامل إقليم إنزكان أيت ملول، لا سيما فيما يخص الإنارة وتهيئة الأحياء المهمشة، يعد تجاوزا للمسؤولية الجماعية، ويعكس غياب إرادة سياسية حقيقية لتحقيق العدالة المجالية.
تبقى الأسئلة الحارقة مطروحة على الطاولة:
هل أصبحت التنمية امتيازا انتخابيا؟
وهل “مسار الإنجازات” يستثني الأحياء التي لا تمجد الحزب الأغلبي؟
وأين موقع المواطن البسيط في كل هذا الاحتفال بالإنجازات؟
في انتظار الأجوبة، يواصل سكان أكبار العيش في الظلام… بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock