رجاء لا تحجبوا شمس الحقيقة بغربال مثقوب…

عبدالحق عندليب
من حقنا أن نتساءل عن ما تبقى من العرب والمسلمين أمام ما يحدث تحت أعيننا وأعين العالم؟…
لقد دمرت غزة وأبيد جزء من أهلها وجرح وشرد وجوع الباقي ولم يستطع أحدا توقيف هذه الجرائم…
لقد اندحر حزب الله في لبنان وقتل خليفة الخميني حسن نصر الله فأصبح جنوب لبنان هدفا سهل المنال للطائرات الحربية الإسرائيلية…
كما قتل قادة حماس الواحد تلو الآخر ودمرت منازلهم تحت رؤوس أسرهم وعائلاتهم في مشهد درامي يدمي القلوب…
وقتل زبدة علماء إيران والصف الأمامي من قادتها العسكريين في الساعات الأولى من الهجوم السبراني والمخابراتي والعسكري لإسرائيل بشكل هوليودي…
وانهار نظام الأسد بسرعة البرق في سوريا دون إطلاق ولو رصاصة واحدة…
وفقدت إيران أنيابها ومخالبها في 8 أيام بعد عمليات عسكرية جراحية دقيقة دون قتل عشرات الآلاف وتهجير مئات الآلاف وتدمير كل البنى التحتية كما حدث في غزة…
إسرائيل أكدت تفوقها العسكري واعتمدت بشكل مصيري على أمريكا وعلى تفوقها العلمي والتكنولوجي وعلى مخبريها وعملائها فحققت كل اهدافها بالقصف والتدمير وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وبالقضاء على كل ما يرمز للحياة والمدنية في غزة وجنوب لبنان وفي جزء من الضفة الغربية، ولا من استطاع توقيف هذه الغطرسة وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية…
العرب زادوا تشرذما وضعفا وعجزا وخلافات وتآمر بعضهم ضد بعض وأصبحوا لا يجتمعون إلا لإصدار بيانات فاقدة للجدوى…
العالم العربي والعالم الإسلامي يعيش تمزقا وتشظيا لم يسبق له نظير…
الشعوب العربية والإسلامية تعيش اليوم انكسارا نفسيا بل نكسة أفضع من نكسة 1948…
هي لوحة سوداء وقاتمة، لكنها تعكس الحقيقة بدون مساحيق…
فلا مجال بعد اليوم للتبرير والكذب والتضليل وقلب الحقائق ورفع الشعارات الرنانة وممارسة الإرهاب الفكري ضد كل من تجرأ لقول الحقيقة وضد المخالفين في الرأي والتقييم والتقدير ونعتهم بالانبطاح والتصهين في محاولة ضغط لجر الدول والشعوب العربية إلى حرب بالوكالة عن قوى ساهمت في تمزيق وحدة الصف الفلسطيني والعربي وتآمرت على الوحدة الوطنية والترابية لعدد من الاوطان…
يجب الاقرار بالأخطاء وبما حدث من تهور ومقامرة بأمن الشعوب العربية والإسلامية وبكرامتها ووحدتها الوطنية ووحدة أراضيها، بل وحتى الإقرار بما جناه عليها بعض المتهورين وبقايا الحرب الباردة والخريف العربي الجاثمين من هزائم…
وفي الختام اتساءل هل سنستفيق من سباتنا العميق الذي طال أمده أم اننا سنتعايش مع كوابيسنا واحلامنا المزعجة ومع هزائمنا المتتالية؟
فلنتعلم من الأخطاء والكبوات والتهور والهزائم ولنعمل على تحويل هذه الهزائم إلى انتصارات بتعبير الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ، انتصارات اولا وقبل كل شيئ على تخلفنا الفكري والعلمي والحضاري والسياسي.