باشا معمورة يفرض على أصحاب المحلات إخلاء الواجهة الأمامية لفائدة “جمعية الفرّاشة”: مفارقة تُثير الاستغراب!

مكنب القنيطرة/عزيز منوشي
في خطوة أثارت استياء عدد من التجار وأصحاب المحلات بمنطقة معمورة، أقدم باشا المدينة مؤخرًا على فرض قرار غريب يقضي بإجبارهم على إخلاء المساحات الأمامية لمحلاتهم لفائدة ما سُمي بـ”جمعية الفرّاشة”، في مشهد يطرح أكثر من علامة استفهام حول المعايير المعتمدة في التعامل مع المكونات التجارية المحلية.
القرار، الذي لم تُسبق له استشارة مهنية أو تنظيمية واضحة، فتح باب الجدل الواسع، خصوصًا وأنه يُكرّس نوعًا من “التمييز الإيجابي المقلوب”، إذ يتم تمتيع الفرّاشة، رغم طابعهم العشوائي وغير المهيكل، بامتياز احتلال فضاء ليس ملكًا لهم، في حين تُحرم جمعية تجار أولاد وجيه، رغم قانونيتها وانضباطها، من أبسط حقوقها كتنظيم مهني له تمثيلية وهيكلة رسمية.
ويتساءل عدد من المهنيين: كيف يُسمح بتشكيل جمعية للباعة المتجولين على حساب أصحاب المحلات القانونية؟ ولماذا تُفرض عليهم قرارات تقييدية، في حين يتم التغاضي عن الفوضى والاحتلال غير المشروع للملك العمومي؟ وهل أصبحت “العشوائية” بابًا لنيل الامتيازات، بينما يُنظر إلى التنظيم والانضباط كـ”خطر يجب كبحه”؟
هذا الوضع الشاذ يُهدد السلم المهني والتجاري بالمنطقة، ويُنذر بمزيد من التوتر بين ممثلي السلطات المحلية والتجار النظاميين، خاصة في ظل ما يصفه البعض بـ”التمييز المقصود” ضد جمعية تجار أولاد وجيه، التي لم يُمنح لها حتى وصل الإيداع، رغم استيفائها للشروط القانونية، فقط لأن رئيسها معروف بمواقفه المنتقدة للفساد.
هي دعوة صريحة للمسؤولين للتدخل العاجل، من أجل إعادة الأمور إلى نصابها، وضمان المساواة بين جميع الفاعلين، دون انحياز أو رضوخ لأي توازنات ظرفية، على حساب القانون والعدالة التجارية



