
مكتب القنيطرة /عزيز منوشي
في الوقت الذي تستعد فيه مدينة گلميم لاحتضان فعاليات “أسبوع الجمل”، وسط أجواء احتفالية وإشراف رسمي من وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، تبرز تساؤلات ملحة حول مدى اهتمام الوزارة الوصية بوضعية المقاولات الإعلامية الجهوية، التي تعاني من أزمة مالية خانقة تكاد تُجهز على ما تبقى من صحافة جادة ومستقلة بجهة كلميم وادنون.
رغم أن الحدث يُعد فرصة سانحة لتسليط الضوء على المؤهلات الثقافية والتراثية للمنطقة، فإن غياب أي مؤشرات رسمية حول تنظيم لقاء خاص أو جلسة إنصات مع مسؤولي ومدراء المؤسسات الإعلامية المحلية يثير مخاوف واسعة وسط الجسم الصحافي، الذي يشعر بالإقصاء والتهميش، في ظل غياب الدعم العمومي الكافي وانعدام التكوين والمواكبة.
عدد من الفاعلين الإعلاميين المحليين يرون أن حضور الوزير بنسعيد يجب ألا يقتصر على البروتوكول والتقاط الصور، بل يجب أن يكون مناسبة لإجراء حوار صريح ومباشر مع المهنيين، والاستماع إلى معاناتهم، والنظر في مقترحاتهم للنهوض بالإعلام الجهوي، الذي يشكل رافعة أساسية للتنمية والديمقراطية الترابية.
كما يُطرح تساؤل مشروع: هل سيتم الاعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه هذه المقاولات في تغطية القضايا المحلية، ومواكبة المشاريع التنموية، ونقل صوت الساكنة، أم ستظل خارج حسابات الوزارة، كما جرت العادة؟
العديد من المقاولات الإعلامية بواد نون أصبحت مهددة بالإغلاق، نتيجة غياب الدعم والتكوين، وتكريس منطق الريع والزبونية في بعض المبادرات الرسمية. وهو ما يفرض إعادة النظر في سياسات الوزارة تجاه الإعلام الجهوي، وتفعيل مبدأ العدالة المجالية في توزيع فرص الشراكة والدعم العمومي.
ختامًا، يبقى الأمل قائماً في أن يحمل حضور الوزير بنسعيد هذه المرة إرادة حقيقية للتغيير، عبر فتح قنوات تواصل جادة مع ممثلي الإعلام المحلي، وإشراكهم في النقاش حول مستقبل الصحافة بجهة وادنون، بدل الاكتفاء بالاحتفاليات والوعود.