القنيطرة.. “تحرير الملك العمومي” حملة نهار وتصاور، وفوضى ترجع مع الغبار!

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
في كل مرة تُطلق فيها السلطات المحلية بمدينة القنيطرة حملة لتحرير الملك العمومي، يتنفس المواطنون الصعداء ويأملون أن يكون التغيير هذه المرة حقيقيًا ودائمًا.
طركسات، قوات عمومية، مصادرة، تصوير… مشهد مألوف يتكرر كل بضعة أشهر. لكن سرعان ما تنطفئ الحملة، وتعود الفوضى إلى شوارع المدينة، وربما بشكل أكثر استفزازًا.
العربات المجرورة، الطاولات، الباعة المتجولون… يعودون إلى احتلال الأرصفة والطرقات وكأن شيئًا لم يكن. بل الأسوأ أن بعضهم صار يستقوي بمنابر إعلامية تمجّده، وتقدّمه كضحية وكمناضل شعبي، رغم أنه يخرق القانون ويستولي على فضاء عمومي هو حق مشترك لجميع المواطنين.
هذا التراخي المتكرر، والتساهل مع المخالفين، خلق سخطًا عارمًا وسط ساكنة المدينة. المواطن البسيط، الذي يؤدي ضرائبه ويطمح فقط في رصيف نظيف ومساحة عمومية آمنة، يجد نفسه دائمًا الخاسر في معركة لا صوت له فيها.
فهل أصبح تحرير الملك العمومي مجرد واجب موسمي؟
هل نحن أمام “استعراض للسلطة” وليس ممارسة فعلية لها؟
أين هي المتابعة؟ أين هي الاستمرارية؟ وأين هو تطبيق القانون على الجميع بدون استثناء؟
رسالة مباشرة إلى المسؤولين فالقنيطرة:
إلى السيد العامل،
إلى رئيس المجلس الجماعي،
إلى القياد .
وإلى كل من يملك سلطة القرار بالمدينة:
الساكنة اليوم لا تطالب بالمستحيل.
هي فقط تطلب تطبيق القانون، وضمان حقها في فضاء عمومي نظيف ومنظم وآمن.
كفى من الحملات الاستعراضية التي لا تصمد أكثر من أسبوع.
كفى من التساهل مع احتلال الملك العام، وتطبيعه كأنه أمر عادي.
كفى من تحويل بعض وسائل الإعلام إلى أدوات تلميع وتبرير للفوضى.
أنتم مسؤولون أمام الله، وأمام السكان، وأمام التاريخ.
والسكوت عن الفوضى تواطؤ.
والتساهل مع المحتلين تشجيع على الفساد.
نريد مدينة تُحترم فيها كرامة الناس.
نريد شوارع تُمارَس فيها الحياة، لا تُحتَلّ فيها الأرصفة.
نريد قانونًا فوق الجميع، لا يُستثنى منه أحد.
القنيطرة تستحق الأفضل.