أمين العرفي.. كوميديا الواقع بلمسة شعبية

مكتب القنبطرة /عزبز منوشي
في زمن أصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي منصّة لاكتشاف المواهب، برز اسم أمين العرفي كواحد من الوجوه الشابة التي اختارت أن تعبر عن واقعها بطريقتها الخاصة. بأسلوبه الساخر والعفوي، استطاع أن يرسم البسمة على وجوه الآلاف، دون تصنع أو ابتذال.
أمين، ابن الشعب كما يحب أن يسمي نفسه، لا يقدم فقط مشاهد مضحكة، بل يختزل في فيديوهاته هموم المواطن البسيط، ويحولها إلى ضحك بنكهة الواقع. سواء عبر سكيتشات قصيرة أو مقاطع تقمص فيها شخصيات متعددة، حافظ على خط تواصلي مباشر مع متابعيه، جعلهم يشعرون أنه “واحد منهم”.
ما يميز العرفي ليس فقط حسه الكوميدي العالي، بل أيضًا جرأته في تناول مواضيع يومية تهم فئات واسعة من المجتمع المغربي: من مشاكل الشباب العاطلين عن العمل، إلى العلاقات الاجتماعية، مرورًا بحال المواطن مع الإدارة أو السوق أو حتى الحومة.
رغم أن مسيرته لا تزال في بدايتها، فإن حضوره القوي في المنصات الرقمية جعله رقمًا صعبًا في ساحة الكوميديا الإلكترونية، حيث يحظى بمئات الآلاف من المشاهدات والتعليقات التي تثني على خفة دمه وصدقه الفني.
وراء الكاميرا، يظهر أمين كشاب طموح، بسيط، ومؤمن بأن الضحك وسيلة نبيلة للتغيير، وليس فقط للترفيه. حلمه أن ينتقل من الشاشة الصغيرة إلى عروض مسرحية وstand-up أمام جمهور مباشر، ليواصل زرع الابتسامة لكن على طريقة الكبار.
في عالم يزدحم بالمحتوى المكرر، يبقى أمين العرفي حالة خاصة في الكوميديا المغربية، لأنه ببساطة لا “يلعب دور الكوميدي”، بل يعيش الكوميديا.