مجتمع

العرائش تسترجع نبضها: لقاء مفتوح يعيد الاعتبار لهوية الشرفة الأطلسية

هنا24_أنوار العسري في أجواء مشحونة بالترقب ومسؤولة بالحوار، انعقد مساء يوم الثلاثاء 22 يوليوز الجاري، اجتماع موسع بقاعة الاجتماعات بمقر عمالة العرائش، ترأسه السيد عامل الإقليم بوعصام، بحضور الكاتب العام، ورئيس قسم الشؤون الداخلية، ورئيس الديوان، إلى جانب رئيس جماعة العرائش وأعضاء المجلس الجماعي، ومستشاري الأغلبية.

الاجتماع، الذي جاء في أعقاب الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها مدينة العرائش، تم تخصيصه لتدارس الإشكالات المرتبطة بالأشغال الجارية بالشرفة الأطلسية، والتي أثارت جدلاً واسعاً وسط الساكنة، نظراً لما اعتُبر مسًّا بالهوية التاريخية والمعمارية للمدينة.

وقد شهد اللقاء حضوراً وازناً لممثلي فعاليات المجتمع المدني، والهيئات الحقوقية، والمنابر الإعلامية، إضافة إلى حضور ممثلي الشركة المكلفة بالمشروع. فيما قرر ممثلون عن الوقفة الاحتجاجية الانسحاب من الاجتماع في بدايته، احتجاجاً على عدم توثيق الجلسة بمحضر رسمي.

في مستهل الاجتماع، قدّم السيد عامل الإقليم عرضاً مفصلاً حول مسار المشروع، من مراحله الأولى إلى تصميمه النهائي والوضعية الحالية للأشغال. وقد شكل هذا الاجتماع لحظة فارقة، جسّد فيها ممثل صاحب الجلالة، في شخص عامل الإقليم، صورة المسؤول المنصت لصوت الشارع والمدافع عن مصلحة المدينة وتنميتها، من خلال انفتاحه على مختلف وجهات النظر، وتفاعله الإيجابي مع مقترحات المجتمع المدني.

وقد تميز اللقاء بمداخلات قيّمة من طرف الفاعلين الجمعويين والحقوقيين، الذين عبّروا عن تشبث الساكنة العرائشية بهوية الشرفة الأطلسية كرمز ثقافي وتاريخي لا يمكن المساس به، مؤكدين على ضرورة مراجعة الأشغال بما يحترم ذاكرة المدينة وخصوصيتها العمرانية. كما ساهمت هذه التدخلات في توضيح الرؤية ونقل صوت المواطن بشكل واضح ومباشر.

وقد تم إدراج مجمل الملاحظات والمقترحات التي طُرحت خلال الاجتماع ضمن ورقة عمل، حيث انعقدت اليوم اجتماعات اللجان الدائمة بالمجلس الجماعي لمناقشة النقاط المتعلقة بالشرفة الأطلسية، على أن تتم إحالتها إلى الجلسة الاستثنائية المزمع عقدها يوم الخميس المقبل من أجل المصادقة عليها.

ومن أبرز مخرجات الاجتماع التي أعطى بشأنها عامل الإقليم تعليماته المباشرة:

1. إعادة الاعتبار للهوية البصرية للشرفة الأطلسية بما يحترم خصوصياتها التاريخية.

2. إرجاع الأعمدة والعريشات إلى أماكنها مع تعزيز البنية في الجهة المقابلة.

3. توسيع المساحات الخضراء بما يتلاءم والتصميم المعدّل.

4. الالتزام بالألوان التقليدية: الأبيض والأزرق في الزينة والواجهات.

5. إعادة تزيين الأرضيات واعتماد الزليج الأزرق المحلي.

6. إحداث ولوجيات تستجيب للمعايير الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.

7. تجهيز مرافق صحية عمومية.

8. تنصيب عريشة عصرية في الفضاء المجاور لمقر الدائرة.

 

كما شدد السيد العامل على ضرورة إحداث قنوات تواصل فعالة بين جماعة العرائش والمجتمع المدني، ودعا إلى تكريس ثقافة الحوار والانفتاح، في كل الملفات ذات الصلة بالشأن العام المحلي.

اللقاء اعتُبر من طرف العديد من الفاعلين لحظة مسؤولة عنوانها الحكامة الجيدة، ورسالة واضحة مفادها أن صوت المواطن قادر على التأثير، وأن الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للمدينة مسؤولية جماعية تستوجب إشراك الجميع في اتخاذ القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock