منوعات

“تحلية مياه البحر بالداخلة.. نحو تحقيق السيادة المائية وتعزيز الأمن الغذائي”

مكتب القنيطرة /عزيز منوشي

“الماء لم يعد مجرد مورد طبيعي، بل أضحى ركيزة استراتيجية لنهضة تنموية شاملة”
— تصريح لمهندس مشرف على المشروع

في ظل الأزمة العالمية للماء، وضغط التغيرات المناخية، يبرز المشروع الضخم لتحلية مياه البحر بجهة الداخلة – وادي الذهب كواحد من أبرز الأجوبة المغربية على هذه التحديات، في أفق تحقيق السيادة المائية وتثمين الفلاحة المستدامة.

المشروع، الذي يُرتقب أن يُستكمل مع نهاية السنة الجارية، يُنجز وفق معايير تقنية وبيئية عالية الجودة. وسيمكن من سقي حوالي 5000 هكتار من الأراضي الزراعية، ما سيفتح آفاقاً واسعة أمام الاستثمارات الفلاحية ويوفر مئات فرص الشغل في صفوف الشباب، داخل منظومة إنتاج وتثمين متكاملة.

محطة بطاقة نظيفة ومستدامة
ما يُميز هذا المشروع كذلك هو اعتماد الطاقة الريحية كمصدر لتشغيل المحطة، مما يُقلص من الكلفة الطاقية، ويُعزز من صبغة المشروع كمبادرة صديقة للبيئة، في انسجام مع التزامات المغرب الدولية في مجال المناخ.

رهان اقتصادي واجتماعي
من شأن هذا الورش أن يُسهم في الحد من التفاوتات المجالية، عبر تحويل جهة الداخلة إلى قطب فلاحي حديث يربط بين الإنتاج، التحويل، والتصدير، ويُحفز الاقتصاد المحلي، بعيداً عن الاعتماد الحصري على الصيد البحري أو السياحة.

كما ينسجم المشروع مع أهداف النموذج التنموي الجديد، الذي يضع ضمن أولوياته “العدالة المجالية” و”الاستثمار المنتج”، خصوصاً في الجهات الجنوبية.

مشروع تحلية مياه البحر بالداخلة ليس فقط منشأة مائية، بل هو خطوة جريئة نحو بناء نموذج تنموي جديد، قوامه الأمن المائي، التشغيل، والاستثمار الأخضر. تجربة قد تتحول قريباً إلى مرجع وطني ودولي في حسن تدبير الماء وتثمين الأراضي الفلاحية الهشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock