شفشاون.. الزاوية الريسونية تستضيف ندوة فكرية حول دور إمارة المؤمنين في ترسيخ وحدة الأمة وحماية الملة والدين

احتضنت مدينة شفشاون مؤخرًا فعاليات الدورة الخامسة عشرة لملتقى مجمع المنتسبين للصالحين، الذي نظمته الزاوية الريسونية. تمحورت الندوة الفكرية الوطنية، التي أقيمت تحت شعار الآية الكريمة: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا﴾، حول الأدوار المحورية لإمارة المؤمنين في حماية الأمة المغربية وتعزيز وحدتها. وقد تزامنت هذه التظاهرة مع الاحتفالات الوطنية بذكرى عيد العرش المجيد، وشهدت مشاركة واسعة من وفود علمية وصوفية من داخل المغرب وخارجه.

وعرفت الندوة العلمية التي بحثت موضوع “‘إمارة المومنين عنوان الوحدة وحامية الملة والدين”، مشاركة الإساتذة؛ عبد السلام فيغو، محمد المهدي منصور، ابراهيم الشريف الوزاني، يونس السباح، جمال الدين الريسوني، ومحمد المزكلدي.

وسلط هذا اللقاء الفكري الضوء على المكانة الفريدة لمؤسسة إمارة المؤمنين كضامن أساسي لوحدة واستقرار الأمة، وكمرتكز للتدين الوسطي الذي لطالما ميز الهوية المغربية عبر العصور. ناقش المشاركون بعمق الأبعاد الدينية والتاريخية والسياسية التي تجعل من هذه المؤسسة إطارًا جامعًا للمرجعية العقدية والفقهية للمغاربة، ومصدرًا حيويًا للتماسك الروحي والاجتماعي في مواجهة التحديات الراهنة.

تخلل اللقاء تكريم الأستاذ عبد السلام فيغو، أحد أبرز الوجوه العلمية الوطنية، تقديرًا لإسهاماته القيمة في مجالات الفقه والفكر القانوني. كما شكلت الندوة فرصة لاستعراض الأدوار التاريخية للزوايا الصوفية المغربية في خدمة الدين والوطن، وخاصة دورها في مقاومة الاستعمار والتفافها المستمر حول إمارة المؤمنين. وتم التأكيد على الدور الفاعل للزوايا في تعزيز الأمن الروحي للمجتمع، من خلال نشر قيم التسامح والتراحم، وتثبيت الثوابت الوطنية المتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.

اختتمت فعاليات الدورة يوم السبت 26 يوليوز 2025 بمقر الزاوية الريسونية، بحضور لافت من العلماء وحفظة القرآن الكريم وممثلي الطرق والزوايا، بالإضافة إلى وفود من الأشراف من الحجاز، ومن مدينتي سبتة ومليلية، والصحراء المغربية. كما حضر الملتقى مغاربة العالم ومسلمو الأندلس وممثلون عن المجتمع المدني، مما عكس التنوع والشمولية التي ميزت هذه التظاهرة.

تضمن برنامج الملتقى مجموعة من الفقرات الروحية والعلمية، شملت إخراج السلك القرآنية، ومجالس الصلاة على النبي ﷺ، وذكر اسم الله “اللطيف”، إلى جانب ندوات علمية متخصصة ودعاء جماعي لأمير المؤمنين الملك محمد السادس.