بنكيران وصمت المهرجانات: ازدواجية المواقف أم تكتيك سياسي؟

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
ظلّ عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، لعقود صوتاً مرتفعاً ضد المهرجانات الفنية، وفي مقدمتها مهرجان “موازين”، الذي اعتبره في أكثر من مناسبة تبذيراً للمال العام ومصدراً لـ”الفساد الأخلاقي”. كان خطابه واضحاً وصريحاً، لا يترك مجالاً للبس أو المهادنة.
غير أنّ المتتبعين اليوم يلاحظون غياب ذلك الصوت المنتقد، بل إنّ بنكيران يلتزم صمتاً غير مألوف تجاه المهرجانات التي ما تزال تُنظّم بالزخم نفسه. هذا الصمت فتح الباب أمام أسئلة مشروعة: هل تراجع عن قناعاته السابقة؟ أم أنه اختار التريث وتجنّب الدخول في جدالات لم يعد يراها مربحة سياسياً؟
النقد الموجّه لبنكيران في هذا السياق يرتبط أساساً بازدواجية الخطاب. فالرجل الذي بنى جزءاً من شعبيته على معارضة المهرجانات، يبدو اليوم متفرّجاً صامتاً، وكأنّ مواقفه السابقة كانت مرتبطة فقط بظرفية سياسية معينة، لا بمبادئ ثابتة. وهو ما قد يضعف صورته في أعين شريحة من الرأي العام التي اعتادت على صراحته ومواجهته المباشرة.
يبقى السؤال مفتوحاً: هل سكوت بنكيران اليوم علامة رضا أم مجرد تكتيك سياسي ظرفي؟ وفي الحالتين، فإنّ غياب صوته عن المشهد يثير الشكوك أكثر مما يبدّدها.