مجتمع

برلماني “الغائب الأكبر”.. والتنمية المعلّقة في سماء الخيال

يبدو أن إقليم اشتوكة أيت باها قد دخل مرحلة جديدة في “الهجرة الترافعية”، حيث صار منتخبو الإقليم يعلّقون آمال التنمية على برلمانيين جاؤوا من خارج حدوده الترابية، وفي فضاءات بعيدة عن ساكنته، بينما برلماني الإقليم – المفترض أنه حامل همومها – اختار موقع “المتفرج الغائب”، أو ربما “المبعد عن المنصة” بعدما اتضح أن كلمته لم تعد تزن شيئاً في قاموس القرار الحزبي.

المثير للسخرية أن لقاءات خارج الإقليم تُطبخ على نار باردة وتُسوَّق كأنها بداية “حلم تنموي”، في حين أن ساكنة اشتوكة تعرف جيداً أن تلك المشاريع أقرب إلى “الخيال السياسي” منها إلى الخرسانة والإسفلت. فهل يُعقل أن يتصدق برلماني من تارودانت بمشاريع على اشتوكة وهو مطالب أولاً أمام ناخبيه هناك؟

في الجهة المقابلة، تواصل قلعة ماسة إعطاء الدروس المجانية في فن الترافع الفعّال. اجتماعات متتالية، وزراء حاضرون، برلمانيون في الصفوف الأولى، ومنتخبون محليون وجهويون يمارسون السياسة بجرعات واقعية. النتيجة: مشاريع على الأرض، بعدالة مجالية يلمسها الجميع. والفضل – ببساطة – في صوتٍ مسموع، وكلمةٍ تصل حيث يجب أن تصل.

الخلاصة الساخرة: في اشتوكة، يبدو أن التنمية أصبحت “رحّالة” تبحث عن من يستضيفها؛ فحين يغيب صاحب البيت، قد يطرق الضيف باب الجيران. لكن للأسف، الجيران بدورهم لا يمنحون سوى “وعود مستعملة” لا تشبع ولا تغني من عطش التنمية. والحقيقة أن المشهد لم يبدأ اليوم، فمنذ أيام قليلة فقط بعد الانتخابات التشريعية، جرى استقبال كل المنتخبين – حتى من لم يسعفهم الحظ – على قاعدة التوافق والترافع الجماعي من أجل جلب مشاريع تنموية تعود بالنفع على الجميع. غير أن جماعة واحدة اختارت الانفراد بلقاء مع برلماني من تارودانت، متجاوزة روح الاتفاق، في وقت لم يُسجَّل فيه أن النائب البرلماني إسماعيل كرم تبنى تلك الوعود أصلاً. الأقرب للصواب – والأنفع للساكنة – أن يُطرق باب ابن الإقليم أو الدائرة القريبة، القلعة الماسية، حيث حمل برلمانيها على عاتقه منذ سنوات راية العدالة المجالية، وحوّلها من شعار إلى منجزات ملموسة على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock