تلوث المياه الجوفية بسبب مزرعة دواجن بسيدي احساين اوعلي

بعد شهور من الشكاوى المتكررة لسكان قرية آيت طالب إحيا التابعة لإقليم تزنيت، اعترفت وزارة الداخلية المغربية رسميا بوقوع كارثة بيئية خطيرة ناجمة عن تلوث المياه الجوفية، ما أدى إلى إعلانها غير صالحة للاستهلاك البشري.
وأكدت السلطات أن هذا التلوث يمثل تهديدا مباشرا لصحة المواطنين ومعيشتهم، خاصة وأن المنطقة تعتمد بشكل جزئي على هذه المياه في الشرب والاستخدام اليومي. وقد بينت التحقيقات أن مصدر التلوث هو مزرعة دواجن تقع بجماعة سيدي احساين اوعلي إقليم سيدي إفني المجاور، حيث يشتبه في أن صاحبها أقدم على رمي دجاج نافق داخل أحد الآبار، ما تسبب في تلوث خطير للمياه الجوفية.
وقال وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، إن تحاليل مخبرية وميدانية قامت بها الشرطة البيئية بتعاون مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) أكدت أن هذه المزرعة هي مصدر التلوث. وأضاف أن وزارة الصحة أجرت بدورها اختبارات ميكروبيولوجية على مياه الآبار، وأثبتت النتائج أنها لا تستوفي المعايير الوطنية المعتمدة للمياه الصالحة للشرب.
وكان سكان المنطقة قد لاحظوا منذ أشهر تغيرات واضحة في طعم المياه ورائحتها، إلى جانب انبعاث روائح كريهة من بعض الآبار، ما أثار قلقا واسعا بشأن سلامتهم.
في المقابل، سارعت السلطات المحلية إلى إغلاق الآبار الملوثة، وطمأنت السكان بأن القرية كانت، منذ سنة 2008، مرتبطة بشبكة الماء الصالح للشرب التابع للمكتب الوطني للكهرباء والماء (ONEE)، ما يضمن توفر بديل آمن للمياه.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان لها أنها تتابع الوضع عن كثب، وستواصل عمليات المراقبة والمعالجة، إلى جانب اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتسببين في هذه الكارثة البيئية.
خاتمة
تكشف هذه الواقعة عن هشاشة النظام البيئي في بعض المناطق القروية، وضرورة تشديد الرقابة على الأنشطة الفلاحية والحيوانية التي قد تضر بالموارد الطبيعية، خاصة المياه. ويبقى السؤال المطروح: هل ستكون هذه الحادثة درسا لتفادي كوارث بيئية مشابهة في المستقبل؟