الأمهات المناضلات.. أيقونات التضحية وصانعات الأمل

ميلودة جامعي
لا تكفي الكلمات لتجسيد صورة الأم المغربية المناضلة، تلك التي خطّت تاريخها بصبرها، وكفاحها، وتضحياتها اليومية، لتصير رمزًا للصمود وحارسة لقيم الأسرة والوطن.
في الذاكرة الشعبية والوطنية، تتجسد الأم المناضلة في صور متعددة: المرأة القروية التي تعجن الخبز مع صياح الديك لتمنح أبناءها قوة البقاء، والمرأة العاملة التي تكتب على الآلة الراقنة في المدن لتساعد أبناءها في مواصلة دراستهم، والمرأة الحرفية التي تنسج الصوف وتلون السجاد بحروف تيفيناغ لتصون الهوية والثقافة المغربية الأصيلة، من الريف إلى الأطلس الكبير، ومن الصحراء إلى المدن الساحلية.
إنها صورة أمٍ لم تعرف الكلل، صنعت من صبرها جسرًا بين الماضي والحاضر، وأورثت أبناءها عشق الحرية والانتماء للوطن. فهي التي حملت همّ التنمية في صمت، وواجهت صعاب الحياة بابتسامة، لتظل منبع العطاء في كل الأزمنة.
الأمهات المناضلات لم يولدن فقط من رحم المعاناة، بل من رحم الأمل أيضًا. فكل أمٍّ عشقت الورود، أو زرعت ورودًا، أو صبرت على أشواكها، إنما صنعت بذلك نموذجًا خالدًا للتضحية.
اليوم، والحديث عن التنمية والحقوق والكرامة حاضر في مختلف الفضاءات، يبقى تكريم الأم المناضلة واجبًا أخلاقيًا ووطنيًا، لأنها تمثل المدرسة الأولى التي تعلم منها أبناء المغرب قيم الصبر، والإرادة، والحرية.
تحية لكل أمٍ مغربية، وتحية مضاعفة لكل أم مناضلة صنعت تاريخًا بصمتها اليومية، وجعلت العالم أكثر دفئًا وسلامًا.