مجتمع

دار الشباب الأخصاص.. منارة ثقافية تواجه تحديات التهميش والإهمال.

في قلب جماعة الأخصاص، تقف دار الشباب الأخصاص كأحد المعالم الثقافية والتربوية الراسخة في الذاكرة الجماعية للمنطقة. لسنوات طويلة، ظلت هذه المؤسسة تحتضن مواهب ناشئة في مجالات المسرح، الفنون التشكيلية، الرياضة والأنشطة التربوية، لتلعب بذلك دورا رياديا في صقل شخصية الأجيال وتوجيهها نحو قيم المواطنة والإبداع.
تحت إدارة السيد نور الدين فراح، أحد أبناء البلدة المعروفين بحسهم الجمعوي العالي، تواصل دار الشباب أداء رسالتها النبيلة، رغم قلة الإمكانيات وتراكم التحديات. فبفضل جهوده الفردية ومبادراته المتواصلة، استطاعت المؤسسة الحفاظ على نشاطها واستمراريتها، في وقت يشهد فيه العمل الثقافي تراجعا ملحوظا في عدد من المناطق القروية.
لكن، خلف هذا الجهد المبذول، يكشف الواقع عن اختلالات بنيوية صارخة تهدد مستقبل المؤسسة، أبرزها تهالك البنية التحتية، حيث تعاني الجدران من تشققات واضحة، وتفتقر التجهيزات الأساسية إلى الصيانة والتجديد. كما أن القاعة الكبرى، التي كانت مسرحا للعديد من العروض الفنية والثقافية، أصبحت في حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل لتكون فضاءً يليق بإبداعات شباب المنطقة.
ورغم توفر المؤسسة على مرافق صحية داخلية، إلا أن الإشكال الحقيقي يبرز في الملعب التابع لدار الشباب، والذي يفتقر بشكل تام لأي مرافق صحية، رغم استقباله لأنشطة رياضية تستقطب عددا كبيرا من الأطفال واليافعين. هذا النقص يطرح علامات استفهام حول مدى احترام الشروط الصحية واللوجستيكية في تدبير الفضاءات العمومية، خاصة تلك الموجهة لفئة حساسة مثل الأطفال والشباب.
ورغم هذه التحديات المتعددة، تظل دار الشباب الأخصاص المتنفس الثقافي الوحيد لساكنة المنطقة، ما يجعل من إعادة تأهيلها أولوية مستعجلة تتطلب تدخلا جادا من الجهات الوصية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، وخصوصا من وزارة الشباب والثقافة والتواصل.
إن إنقاذ هذه المؤسسة ليس مجرد مطلب فئوي أو رغبة في التجميل، بل هو استثمار في رأس المال البشري المحلي، وإيمان بحق شباب الأخصاص في فضاء لائق يعبّرون فيه عن طاقاتهم ومواهبهم.
وفي انتظار التفاتة مسؤولة تحقق هذه الأهداف، يواصل السيد نور الدين فراح مجهوداته اليومية، مؤمنا بأن دار الشباب، رغم الصعوبات، ستبقى دائما شعلة للأمل، في منطقة لا تزال تنتظر نصيبها من التنمية الثقافية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock