مأساة عاملة منزلية بالقنيطرة: من ضحية الحروق إلى متهمة بالسرقة

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
شهدت مدينة القنيطرة حادثة مأساوية بطلَتها شابة لم يمضِ سوى يومين على التحاقها بالعمل كعاملة منزلية لدى إحدى الأسر، قبل أن تتحول حياتها إلى كابوس، بعدما أصيبت بحروق خطيرة في وجهها وأجزاء واسعة من جسدها في ظروف لا تزال غامضة.
المفاجأة الصادمة، أن المشغّلة بدل أن تسعفها وتنقلها إلى المستشفى، قامت بطردها وهي في وضع صحي حرج، ثم لجأت إلى اتهامها بالسرقة في محاولة للتملص من أي مسؤولية قانونية أو إنسانية.
ورغم خطورة حالتها، تم اقتياد الضحية إلى ولاية الأمن بالقنيطرة حيث جرى الاستماع إليها، قبل أن يتم الإفراج عنها في اليوم الموالي، دون أن تُقدّم لها أية متابعة طبية أو علاجية.
الحادث أثار موجة استنكار واسعة، حيث عبرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، على لسان رئيسها إدريس السدراوي، عن رفضها الشديد لما وقع، معتبرة أن الأمر يمثل:
انتهاكًا صارخًا لحق الحياة والسلامة الجسدية.
خرقًا واضحًا لقانون حماية العمال والعاملات المنزليين.
دليلًا على هشاشة وضعية هذه الفئة التي غالبًا ما تُترك عرضة للاستغلال والتهميش.
وطالبت الجمعية الحقوقية بـفتح تحقيق عاجل، وضمان علاج الضحية على نفقة المشغلة أو الدولة، إضافة إلى محاسبة كل من تورط في الإهمال أو الاتهامات الكاذبة.
هذه القصة المؤلمة تكشف الوجه الخفي لمعاناة العديد من العاملات المنزليات في المغرب، وكيف يمكن أن تتحوّل الضحية بين ليلة وضحاها إلى متهمة، فقط للهروب من المسؤولية.