مجتمع

الحسين أزطام.. صوت الشباب في مواجهة الفساد المحلي.

في مشهد سياسي محلي يطغى عليه الصمت والمحاباة، يبرز اسم الحسين أزطام، المستشار الجماعي الشاب عن جماعة بوزمور، كأحد الوجوه الجديدة التي اختارت أن تكسر الجدار السميك للتواطؤ والصمت، وتضع الأصبع على جرح التسيير المحلي المتعثر منذ عقود.
خلال إحدى جلسات المجلس الجماعي، لم يتردد أزطام في توجيه كلمات قوية ومباشرة إلى رئيس الجماعة الذي يتولى المنصب منذ أزيد من ثلاثين سنة، قائلا:
“30 سنة من التسيير ومادرتي فيها والو.. راك رئيس فاشل”.
هذه العبارات، رغم وقعها الصادم للبعض، تعكس تحولا نوعيا في الخطاب السياسي المحلي، يقوده جيل جديد من المنتخبين المؤمنين بضرورة القطع مع عقلية التدبير التقليدي، التي غالبا ما ترتكز على الزبونية، غياب المحاسبة، وتهميش الكفاءات.
الحسين أزطام لا يمثل فقط صوتا شابا غاضبا، بل يعبر عن تطلعات شريحة واسعة من المواطنين الذين سئموا من الوعود المتكررة، والبرامج التي لا تجد طريقها إلى التنفيذ. فبعد عقود من الركود التنموي، بات واضحا أن شباب المنطقة لم يعودوا يقبلون بـ”السكوت مقابل الفتات”، بل أصبحوا يطالبون بـ”الكرامة مقابل العمل الجاد والشفافية”.
إن الخروج العلني للمستشار أزطام بمثل هذا الموقف، يعيد طرح السؤال الجوهري: إلى متى ستستمر المجالس الجماعية في تكريس نفس الوجوه ونفس أساليب التسيير العقيمة؟ وهل ستكون مثل هذه المواقف بداية لوعي جماعي يطالب بالتغيير الحقيقي من داخل المؤسسات؟
في النهاية، يبقى صوت الحسين أزطام، بما يحمله من جرأة ومصداقية وشجاعة سياسية، إشارة واضحة على أن التغيير ممكن حين يتسلح المنتخب المحلي بالإرادة، ويتحرر من حسابات الصمت والتواطؤ. فهل تتلقف الساكنة هذه الإشارة وتدعم هذا التوجه الجديد؟ أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock