افتتاحية: مقاعد فارغة.. ومجلس غائب عن نبض القنيطرة

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
في مشهد يختزل واقع العمل الجماعي بمدينة القنيطرة، بدت القاعة الكبرى لمقر الجماعة، مساء الجمعة 3 أكتوبر 2025، شبه فارغة، حيث غابت المعارضة بالكامل، وتخلّف عدد من المنتخبين، لتتحول الجلسة الأولى من دورة أكتوبر إلى موعد مؤجل آخر بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
مقاعد كثيرة بقيت شاغرة، وكأن الأمر لا يهم من يفترض أنهم ممثلو الساكنة. لا نقاش، لا محاسبة، لا حضور سياسي مسؤول. مشهد المقاعد الفارغة لم يكن مجرد صدفة، بل صورة حقيقية لمجلس يعيش حالة تفكك وفشل، بعيداً عن هموم المدينة ومشاكلها المتراكمة.
المعارضة اختارت المقاطعة بدل الحضور والنقاش، والأغلبية عجزت عن ضمان الحد الأدنى من الانضباط السياسي والهيكلي. في النتيجة، تعطل المجلس، وتأجلت القرارات، وبقي المواطن ينتظر من يمثله في مؤسسة تحولت إلى فراغ سياسي وإداري.
هذا الغياب الجماعي يعكس استهتاراً واضحاً بالمسؤولية، ويؤكد أن التنافس داخل المجلس لم يعد حول المشاريع والحلول، بل حول الحسابات السياسية الضيقة. بينما المدينة تواجه تحديات تنموية كبرى، يعيش ممثلوها في حلقة من الغياب والتجاهل.
القنيطرة اليوم لا تحتاج إلى مقاعد شاغرة ولا إلى صمت القاعة الكبرى، بل إلى وجوه حاضرة ومواقف جريئة. ما وقع في دورة أكتوبر هو جرس إنذار قوي: مجلس بهذه الصورة لا يمكن أن يقود مدينة بحجم القنيطرة.
إن الفراغ داخل القاعة يوازيه فراغ في الرؤية والمسؤولية، وهو ما يجعل من المجلس الحالي نموذجاً للفشل الذي لم يعد يُحتمل