معاناة ساكنة قبيلة إدشعود، تهميش مستمر وغياب أبسط مقومات العيش الكريم

رغم مرور العقود وتوالي البرامج التنموية المعلنة، لا تزال ساكنة قبيلة إدشعود، التابعة لجماعة سيدي احساين أوعلي بقيادة سيدي احساين، دائرة الأخصاص، إقليم سيدي إفني، تعيش واقعا صعبا تتجسد ملامحه في ضعف البنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية، ما يكرّس شعور التهميش والإقصاء لدى سكان المنطقة.
تعد الطرق من أبرز المشاكل التي تعاني منها قبيلة إدشعود، حيث تغيب المسالك المعبدة، وتتحول المسالك الترابية القليلة الموجودة إلى أوحال يصعب المرور منها خلال فصل الشتاء. هذا الوضع يجعل من تنقل المواطنين معاناة يومية، ويزيد من صعوبة الولوج إلى المرافق الحيوية كالمستوصفات والأسواق والمؤسسات التعليمية.
انعدام الماء الصالح للشرب يعد من أخطر الأزمات التي ترهق كاهل الساكنة، إذ تضطر العديد من الأسر إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه من مصادر بعيدة، غالبا ما تكون ملوثة وغير آمنة صحيا. ويزيد من تفاقم الأزمة غياب حلول مستدامة من طرف الجهات المسؤولة، رغم النداءات المتكررة للسكان.
في زمن أصبحت فيه الاتصالات والإنترنت من ضروريات الحياة اليومية، تعاني قبيلة إدشعود من انعدام شبه تام لشبكة الهاتف والإنترنت. هذه العزلة الرقمية تحرم الساكنة، خصوصًا الشباب والتلاميذ، من فرص التعليم عن بعد، والتواصل، والانخراط في العالم الرقمي الذي أضحى ضرورة وليس ترفًا.
التلاميذ في قبيلة إدشعود يعيشون يوميا معاناة حقيقية بسبب غياب وسائل النقل المدرسي، مما يجبرهم على قطع كيلومترات مشيا على الأقدام للوصول إلى المؤسسات التعليمية، في ظروف قاسية خاصة في فصل الشتاء. هذا الوضع يؤدي إلى ارتفاع معدلات الهدر المدرسي، ويهدد مستقبل الأجيال الصاعدة في المنطقة.
أمام هذا الواقع المرير، يوجه سكان قبيلة إدشعود نداء مستعجلا إلى السلطات المحلية والإقليمية والمصالح المعنية من أجل التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم، وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم، من خلال توفير بنية تحتية لائقة، وماء شروب، وتغطية شبكية للهاتف والإنترنت، وبرنامج للنقل المدرسي ينقذ مستقبل التلاميذ.
فهل تجد هذه النداءات آذانا صاغية قبل أن تتحول المعاناة إلى أزمة إنسانية حقيقية؟