تشويش”.. العمل السعودي الذي تحوّل إلى أيقونة عالمية بعد حصد الجوائز الدولية

كتبت: مروة حسن _ يشعل الفيلم السعودي “تشويش” الساحة السينمائية العالمية بتحقيقه سلسلة متتالية من الجوائز الدولية، بعد تتويجه مؤخرًا بجائزة أفضل إنتاج دولي في مهرجان قبرص السينمائي الدولي، إلى جانب فوزه بجائزة أفضل فيلم دولي في الأرجنتين، في إنجاز جديد يُعزّز مكانة السينما السعودية كقوة صاعدة في المشهد الفني العالمي.
وشارك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية المرموقة، حيث تم اختياره ضمن قائمة الفيناليست في مهرجان بارزيما السينمائي في إيطاليا، ومهرجان الأناضول في تركيا، ومهرجان السينما الإسلامية في أستراليا، ومهرجان لولوا في السويد، ومهرجان قبرص السينمائي الدولي، كما يستعد للعرض في مهرجان كوستا براڤا الإسباني، ليُكمل سلسلة نجاحاته العالمية.
الفيلم من إنتاج شركة روايتي للإنتاج الفني، وبطولة عزيز بحيص، مراد محمد، صالح الخلاقي، نزار سليماني، ومن مصر أحمد صيام ومها سلامة، وتُصاغ موسيقاه بإبداع الموسيقار خالد حماد، والعمل من تأليف سعيد حسين الزهراني، ومن إنتاج يوسف حسين الزهراني، وإخراج أحمد البابلي، ويُصنّف ضمن نوعية السايكو دراما التي تمزج بين الغموض والتحليل النفسي في قالب درامي مشوّق.
تدور أحداث “تشويش” في إطار “السيكودراما” حول طالب مبتعث لدراسة الطب في قيرغيزستان يجد نفسه متورطاً في أحداث غريبة تقلب موازين حياته، ليقدّم الفيلم تجربة إنسانية عميقة تتناول الصراعات النفسية التي يواجهها الإنسان في ظل ضغوط الحياة، ما يجعله عملاً يتجاوز حدود الترفيه ليلامس المشاعر ويثير التساؤلات.
المخرج أحمد البابلي أعرب عن سعادته الكبيرة بالإنجازات التي حققها الفيلم، مؤكداً أن هذه الجوائز تمثل ثمرة جهد فريق العمل وإيمانهم برسالة السينما السعودية الحديثة، مشيرًا إلى أنه خلال رحلته إلى قيرغيزستان مع الموسيقار خالد حماد، تم تسجيل الموسيقى باستخدام الآلات التقليدية للبلد، حتى تعكس روح المكان وحالته الحقيقية، وهو ما جعل الموسيقى تُتداول على “تيك توك” في الاحتفالات ومباريات كرة القدم وكأنها نشيد وطني.
كما عبّر البابلي عن فخره بتكريمه في مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، معتبرًا ذلك وسام تقدير لمسيرته ونجاح “تشويش” في تمثيل المملكة بأفضل صورة.
من جانبه، عبّر المنتج يوسف حسين الزهراني عن فخره بما حققه الفيلم من نجاحات، مؤكدًا أن “تشويش” ليس مجرد عمل فني بل تجربة إنسانية فريدة نُفذت بروح الإبداع والمسؤولية، فيما أوضح المؤلف سعيد حسين الزهراني أن تحويل الفيلم إلى مسلسل يوناني مستوحى من أحداثه يُعد اعترافًا عالميًا بجودة المحتوى السعودي.
أما الموسيقار خالد حماد، فأشاد بتجربته قائلاً: “حرصت على أن تكون الموسيقى انعكاساً صادقاً لروح الفيلم، والنتيجة كانت مبهرة بعدما أصبحت تُتداول عالمياً”.
ويُذكر أن الفيلم حصل مؤخرًا على دعم إنتاج لتصوير بايلوت لمسلسل يوناني مستوحى من أحداثه، والمقرر تنفيذه في اليونان قريبًا، إلى جانب مشاركته المقبلة في مهرجاني الناظور الدولي بالمغرب والسنغال، ليُثبت أن “تشويش” لم يعد مجرد فيلم سعودي، بل ظاهرة عالمية في عالم السينما.