استقالة مفاجِئة لقائد القيادة الجنوبية الأمريكية وسط تصعيد عسكري ضد فنزويلا

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي

كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الأدميرال ألفين هولسي، القائد العسكري المسؤول عن العمليات الأمريكية المتصاعدة في البحر الكاريبي، قد تقدّم باستقالته بشكل مفاجئ، في وقت تنفذ فيه واشنطن أكبر تحرك عسكري لها ضد ما تسميه “سفن تهريب المخدرات المرتبطة بفنزويلا”.

وتأتي استقالة هولسي فيما يرفع البنتاغون من مستوى وجوده العسكري في المنطقة، بإضافة حوالي 10 آلاف جندي إلى نطاق القيادة الجنوبية، التي تشرف على كل العمليات الأمريكية في أمريكا الوسطى والجنوبية، في مهمة تُقدَّم رسميًا على أنها “لمكافحة المخدرات والإرهاب”.

استقالة غير مبررة… في منتصف أكبر عملية عسكرية

لم يوضح الأدميرال الأسباب الحقيقية خلف استقالته، رغم أنه لم يُكمل عامًا واحدًا من ولاية تمتد عادةً لثلاث سنوات، ورغم أنه يقود في الوقت نفسه أهم عملية عسكرية في مسيرته التي دامت 37 عامًا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين—حالي وسابق—أن هولسي عبّر في جلسات خاصة عن “قلقه العميق” بشأن طبيعة المهمة، خصوصًا الهجمات على سفن يُشتبه في أنها تستخدم لتهريب المخدرات.

وفي بيان من وزير الدفاع بيت هيغسيث، تفادى الأخير الإشارة لأي خلافات، واكتفى بالقول:

“نُعرب عن امتناننا العميق للأدميرال هولسي على خدمته الممتدة لأكثر من 37 عامًا، وهو يستعد للتقاعد نهاية هذا العام.”

ثناء رسمي… وتوترات سياسية مكتومة

ورغم أن هولسي لم يُبدِ أي اعتراض سياسيّ علني، فإن مصادر في البنتاغون والكونغرس أكدت للصحيفة أن الثناء الذي رافق استقالته “يُخفي توترات سياسية خطيرة” مرتبطة بالملف الفنزويلي.

النائب الديمقراطي آدم سميث علّق قائلاً:

“قبل إدارة ترامب، لا أتذكر قائدًا واحدًا ترك منصبه بهذه السرعة.”

أما السيناتور جاك ريد فكان أكثر حدة، محذّرًا من أن

“رحيل القائد العسكري الأعلى في وقت تتصاعد فيه التوترات مع فنزويلا يُرسل إشارة مقلقة عن حالة عدم الاستقرار داخل القيادة العسكرية.”

عمليات عسكرية دامية في البحر الكاريبي

وذكرت الصحيفة أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية هاجمت منذ بداية سبتمبر خمس سفن قبالة السواحل الفنزويلية، بدعوى أنها محمّلة بالمخدرات، مما أدى إلى مقتل 27 شخصًا.

لكن مصادر داخلية أكدت أن الهدف غير المعلن لهذه العمليات هو دفع نيكولاس مادورو إلى خارج السلطة.

خبراء قانونيون: مبررات واشنطن لا أساس لها

كما نشرت نيويورك تايمز آراء خبراء في القانون الدولي، دحضوا فيها مزاعم إدارة ترامب بأن “قتل المشتبه بهم في تهريب المخدرات قانوني باعتبارهم أعداء مقاتلين”، مؤكدين أن الكونغرس لم يصرّح بأي نزاع مسلح في المنطقة، ما يجعل العمليات العسكرية محل جدل قانوني كبير.

هولسي… حلقة جديدة في سلسلة إقالات تستهدف قيادات ملوّنة

وتشير الصحيفة كذلك إلى أن الأدميرال هولسي، وهو من ذوي البشرة السمراء، يُعدّ واحدًا من أكثر من 12 قائدًا عسكريًا—غالبيتهم من الأقليات والنساء—غادروا مواقعهم هذا العام، في وقت تقول مصادر إن وزير الدفاع هيغسيث قام بطرد عدد كبير منهم.