القنيطرة زلزال في قلب أولاد أوجيه: سقوط موظف بنكي “نموذجي” متلبسًا باختلاس 160 مليون سنتيم ومحاولة فرار في كيس أزبال

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي
في تطورات مثيرة هزّت الرأي العام المحلي بحي أولاد أوجيه، تواصل مصالح الشرطة القضائية بالمهدية، بتنسيق وثيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة، تعميق أبحاثها في قضية اختلاس مالي خطير داخل وكالة بنكية، تورط فيها موظف كان يحظى بسمعة طيبة داخل محيطه المهني والاجتماعي.
وحسب معطيات أولية، فإن المشتبه فيه استغل فترة الاستراحة ونفاذه المباشر إلى صندوق التخزين، ليقوم بسحب مبلغ مالي مهم يناهز 160 مليون سنتيم، عمد إلى إخفائه داخل كيس أزبال في محاولة للتمويه، قبل أن يخطط لمغادرة الوكالة بهدوء دون إثارة الانتباه.
غير أن تحركاته المشبوهة، تزامنًا مع واقعة طلب مديرة الوكالة للهاتف المحمول الخاص به، زرعت الشك في نفوس بعض المتواجدين، ما عجّل بفتح تحقيق داخلي، بالتوازي مع إشعار المصالح الأمنية، التي تحرّكت بسرعة ونجحت في تحديد مكان اختبائه بحي الحدادة، حيث جرى توقيفه داخل أحد المنازل، وحجز مبلغ مالي لم يُكشف بعد عن قيمته النهائية في انتظار انتهاء الأبحاث الجارية.
وتفيد مصادر مطلعة أن عناصر الشرطة القضائية باشرت إجراءات دقيقة شملت الاستماع إلى عدد من العاملين بالوكالة، وإفراغ تسجيلات كاميرات المراقبة، وتتبع مسار تحركات المشتبه فيه منذ لحظة خروجه من الوكالة، بهدف تحديد جميع ملابسات القضية والكشف عما إذا كانت هناك أطراف أخرى محتملة متورطة أو مستفيدة.
القضية، التي خلّفت حالة من الصدمة والاستياء في صفوف الزبناء وساكنة الحي، أعادت إلى الواجهة إشكالية الثقة داخل المؤسسات البنكية، وضرورة تشديد آليات المراقبة الداخلية، خاصة أن المعني بالأمر كان يُقدَّم كنموذج في الانضباط والاستقامة.
ومن المرتقب أن يتم تقديم الموظف الموقوف أمام أنظار النيابة العامة المختصة فور استكمال التحقيق، لمواجهته بالمنسوب إليه، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث من معطيات قد تقود إلى تطورات جديدة في هذا الملف الذي ما يزال مفتوحًا على احتمالات متعددة.



