حوادث

سلالين رياح – جماعة مولاي بوسلهام: بين استرجاع الأرض وضياع الرؤية… ولماذا أصبح التحقيق ضرورة

مكتب القنيطرة/عزيز منوشي

تعيش منطقة سلالين رياح التابعة لجماعة مولاي بوسلهام وضعًا معقدًا منذ الشروع في ما سُمّي بـرفع الصفة الغابوية عن مساحات واسعة من الأراضي، بعدما ظلت لسنوات طويلة مصنفة كملك غابوي. خطوة كان من المفروض أن تطوي صفحة من المعاناة، لكنها في الواقع فتحت صفحة أكثر غموضًا وتعقيدًا.

فصحيح أن الأرض في أصلها سلالية، وتمت إعادة الاعتراف بذلك قانونيًا، غير أن طريقة التدبير كشفت عن اختلالات عميقة، جعلت الساكنة تتساءل: هل رُدّت الأرض فعلًا لأصحابها أم تُركت لتُنهب بأساليب جديدة؟

قطع الغابة… لكن بدون رؤية

قطع الأشجار تم بسرعة لافتة، بينما غابت بالمقابل:

أي خارطة طريق واضحة لاستغلال الأرض.

أي تأطير فلاحي أو دعم اقتصادي لذوي الحقوق.

أي تنظيم يمنع النزاعات والبيع العشوائي.

النتيجة أن الأرض عادت “نظريًا” للسلاليين، لكنها عمليًا تحولت إلى مجال مفتوح للفوضى والصراعات العائلية واستغلال النفوذ.

الساكنة بين الخوف والارتباك

يعيش عدد كبير من سكان سلالين رياح اليوم حالة قلق دائم:

حدود غير واضحة للأراضي.

غياب وثائق رسمية تحدد نصيب كل أسرة.

خوف من تدخلات مستقبلية أو متابعات قانونية مفاجئة.

هذا الوضع عمّق الإحساس بـالحكرة، خاصة وأن الساكنة تحمّلت سنوات من المنع والتجريم باسم حماية الغابة، دون أي تعويض يُذكر.

لماذا أصبحت المطالبة بالتحقيق ضرورية؟

أمام هذا الغموض، لم يعد كافيًا الاكتفاء بالتشكي أو الانتظار، بل أصبحت المطالبة بتحقيق شامل وتقصي للحقائق حقًا مشروعًا، يشمل:

كيفية اتخاذ قرار رفع الصفة الغابوية.

الجهات التي استفادت فعليًا من الوضع الجديد.

ظروف استغلال الأرض وعمليات البيع غير القانونية.

فالتحقيق ليس اتهامًا، بل بحثًا عن الحقيقة وضمانًا للإنصاف.

المساءلة يجب أن تشمل الجميع

أي لجنة تحقيق حقيقية يجب أن تستمع إلى:

الساكنة وذوي الحقوق لمعرفة ما وقع على الأرض.

الإدارة والمنتخبين بشأن القرارات المتخذة وغياب التواصل.

الوسطاء والسماسرة الذين استغلوا الفراغ القانوني.

فتح هذا الملف بجرأة كفيل بإعادة الثقة وقطع الطريق أمام الإشاعات والاحتقان الاجتماعي.

نقد مباشر للتدبير

الإشكال لم يكن في استرجاع الأرض، بل في:

غياب الشفافية.

القرارات الفوقية.

ترك المجال للفوضى بدل التنظيم.

فكيف تُقطع الغابة، وتُرفع الصفة الغابوية، ثم تُترك الساكنة وحدها في مواجهة المجهول؟

قضية سلالين رياح ليست مجرد ملف عقاري، بل قضية عدالة مجالية وكرامة اجتماعية.

فالحل الحقيقي يمر عبر:

تحقيق شفاف

مساءلة مسؤولة

تنظيم قانوني واضح يحفظ حق الساكنة ويحمي الأرض

إلى ذلك الحين، سيظل السؤال مطروحًا بقوة:

هل استرجع السلاليون أرضهم… أم استُبدل شكل الظلم فقط؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock