مجتمع

جمعية إزوران… صوت الساكنة ومحرك التنمية بحي المزار بأيت ملول

في خطوة جديدة تعكس روح المواطنة والالتزام بقضايا القرب، أعادت جمعية إزوران بحي المزار بمدينة أيت ملول ملف تهيئة وتبليط أزقة وشوارع الحي إلى واجهة الاهتمام، واضعة إياه مجددًا على طاولة السلطات الإقليمية، في مسعى متواصل لتحسين ظروف عيش الساكنة والنهوض بالبنية التحتية لأحد الأحياء العريقة بالمدينة.
فقد وجهت الجمعية، بتاريخ 17 دجنبر 2025، مراسلة رسمية إلى عامل عمالة إنزكان أيت ملول، في إطار تفاعلها مع المراسلة العاملية عدد 004590 بتاريخ 02 يوليوز 2025، أكدت من خلالها أن مطلب تأهيل أزقة حي المزار ليس ظرفيًا أو آنيا، بل هو مطلب قديم ومتجذر، سبق إدراجه ضمن المذكرة المطلبية المقدمة للعمالة بتاريخ 11 نونبر 2021، وتم تجديده عبر مراسلتين لاحقتين في 27 يناير و18 يونيو 2025.
وأوضحت جمعية إزوران أن عدداً من الأزقة والشوارع ما تزال خارج برامج التأهيل الحضري، وهو ما يفاقم معاناة الساكنة، خاصة خلال فصل الشتاء حيث تتحول المسالك غير المعبدة إلى أوحال وبرك مائية، وفي فصل الصيف إلى بؤر للغبار، بما لذلك من انعكاسات صحية واجتماعية تمس السلامة وجودة العيش.
وفي هذا السياق، برز الدور الريادي للجمعية، التي لم تكتف برفع المطالب، بل انخرطت ميدانياً في حملات تحسيسية واسعة لفائدة الساكنة المالكة للعقارات المعنية، عملت من خلالها على شرح أهمية المشروع وانعكاساته الإيجابية على الحي، وهو ما تُرجم إلى استعداد كبير من طرف الساكنة لتقديم الموافقات الكتابية الضرورية لإنجاز الأشغال.
وسجلت الجمعية، باعتزاز، نماذج راقية من روح المواطنة، من بينها عائلة آيت بنعلي التي سبق لها أن تنازلت لفائدة المجلس البلدي لأيت ملول عن مساحة تقدر بـ 781 متراً مربعاً من أملاكها الخاصة، لتمرير الطرق والممرات خدمة للصالح العام، في سلوك يجسد قيم التضحية والانخراط المسؤول في خدمة التنمية المحلية.
كما أشارت المراسلة إلى أن النائب الثاني لرئيس الجماعة الترابية لأيت ملول باشر فعلياً، بتنسيق مع السلطة المحلية، عملية استكمال جمع باقي الموافقات، في أفق استيفاء المساطر القانونية والإدارية اللازمة، ما يعكس تفاعلاً إيجابياً مع مطالب الساكنة.
وكشفت جمعية إزوران عن لائحة دقيقة للمقاطع المتضررة، شملت محاور رئيسية ومسالك داخلية، من بينها الطريق الرابطة بين حي توبحري وصيدلية المزار، وشارع تعاونية المزار للنجارة، وشارع الخزانت، إضافة إلى أزقة وساحات أحياء آيت الحافظ، آيت بن دياب – إكركار، توهمو البحراني، قصبة آيت محمود، فضلاً عن محيط مؤسسات تعليمية كإعدادية الهداية وثانوية الإمام مالك. وأكدت أن أغلب هذه المقاطع جاهزة للأشغال ولا تعترضها أية إكراهات.
وشددت الجمعية على أن تبليط الأزقة وتأهيل الشوارع حق أساسي وليس امتيازاً، داعية إلى اعتماد مبدأ العدالة المجالية وتكافؤ الفرص في توزيع المشاريع التنموية داخل المجال الحضري لأيت ملول.
ويجمع متتبعون للشأن المحلي على أن ما تقوم به جمعية إزوران يشكل نموذجاً إيجابياً لدور المجتمع المدني الجاد والمسؤول، الذي يرافع بهدوء، ويقترح حلولاً عملية، وينخرط في الوساطة بين الساكنة والمؤسسات، بما يعزز الثقة ويخدم التنمية المحلية.
وفي انتظار التفاعل الإيجابي مع هذا الملف، يظل الأمل معقوداً على أن تحظى مطالب ساكنة حي المزار بالعناية اللازمة، وأن تترجم التوجيهات الملكية السامية الخاصة بتأهيل الأحياء الناقصة التجهيز إلى مشاريع ملموسة، يكون للمجتمع المدني، وفي مقدمته جمعية إزوران، دور أساسي في إنجاحها خدمة للمدينة وساكنتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock