مقالات و آراء

عبد العالي المصباحي:الوسط القضائي.. خيبة أمل

عبد العالي المصباحي، الممثل القانوني لرابطة قضاة المغرب

لماذا لم يٓرْقٓ القضاء لتطلعات الملك والشعب؟ سؤال تجد له أكثر من إجابة وأنت تتصفح الجرائد أو ترتشف قهوة قرب إحدى المحاكم أو تتابع برنامجا إذاعيا يعالج قضايا المواطنين المعروضة أمام المحاكم..
فإذا كان طول الإجراءات والترسانة القانونية متجاوزة، وسوء النية في التقاضي والبحث عن الإثراء بدون سبب من الأسباب الكامنة وراء هذه الخيبة، فإن للقضاة نصيب في هذا التردي، لأننا أيقنا أن القضاء صناعة، وكل صناعة لابد لها من تأطير ورعاية من طرف المسؤول المقتدر.
– فهل أطّرنا القضاة؟
– وهل قام المسؤول والقيدوم بهذه المهمة؟
– وهل علم القاضي الشاب أنه ملزم بالتلقي والسماع ليصقل مواهبه؟
– وهل آمنت الجهات الوصية بضرورة ترسيخ مبادئ احترام القيدوم واحتضان حديثي الالتحاق؟
أسئلة تبدو بالبداهة عادية، ولكن في العمق إشكالية، فقد أصبحنا ننهش في لحم بَعضنا البعض ونرمي بالأكاذيب ولا نقبل الاختلاف ونرفض أي ائتلاف، والأدهى والأمر أن رموز القضاء كفاءة وخبرة واقتدارا أصبحت تُداس كرامتها ويلطخ مسارها ويُدهس صيتها في قعر جبّ الأباطيل، لماذا يا ترى هذا التمرد والجحود.. هذا لأننا لم نُؤطِر ولم نُؤطَّر ولم نأسف ولم نتفطّن لما يعيشه الجسم القضائي، ولم نرعوِ وللأخلاق نركن وننزوي ليكون الخلق الطيب شعارنا والحكمة منوالنا والنقد الذاتي مرآتنا قبل أن ننظر لغيرنا، لهذا كان أول فكر لنا للخروج إلى واقع جمعية مهنية قضائية هو الانكباب على مدونة أخلاقيات تكون خطا أحمرا لتصرفات السادة القضاة، وجعل التضامن حبل رحم وتواصل بين كل الزملاء مع وضع تاج الاستقلال عمامة فوق رأس القضاة تقيهم حر التدخلات و تذكرهم بثقل المسؤولية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock