مقالات و آراء

-جريمة التحرش الجنسي وفقا للمادة 503-1-1 من مسودة مشروع القانون الجنائي المغربي = الجزء الثاني =

ذ شني عبد الصمد عضو رابطة قضاة المغرب

ثانيا: بعض الوسائل الإلكترونية المستعملة لارتكاب جريمة التحرش الجنسي.

نص الفقرة الثانية:”… كل من وجه رسائل مكتوبة أو هاتفية أو الكترونية، أو تسجيلات أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية”

بداية نقول أن المشرع الجنائي ساير الركب الإلكتروني والمعلوماتي، وذلك بإضافته مصلطلحات ذات صلة بالموضوع محل الدراسة، وعيا منه بخطورة الفعل المكون لجريمة التحرش الجنسي عبر عالم افتراضي لا يؤمن بالحدود الزمانية ولا المكانية، ومن بين الوسائل الإكترونية التي من الممكن استعمالها للتحرش نذكر على سبيل المثال لا الحصر، البريد الإكتروني والفايسبوك…

البريد الالكتروني هو وسيلة لتبادل رسائل رقمية عبر الانترنت أو غيرها من شبكات حاسوبية متواصلة، التي تحتاج إلى برنامج عميل البريد مثل Microsoft outlook وتضع عنوان المستقبل وبعد أن تضغط زر الإرسال يقوم برنامج العميل بتنسيق الرسالة على هيكل بريد الكتروني، ويكون على صيغة معينة وبعدها يقوم البرنامج بإرسال الرسالة بواسطة بروتوكول (Smtp) إلى عميل الإرسال (MTA mail).

ومن مميزاته:
– إمكانية إرسال رسالة إلى عدة متلقين؛
– إرسال رسالة تتضمن نصا صوتيا أو فيديو والصور والخرائط؛
– السرعة في إرسال الرسائل، حيث لا تستغرق إلا بضع ثوان للوصول إلى المراسل إليه، وإن لم تصل فإن البرنامج يحيط المرسل علما بذلك؛
– إمكانية إستخراج الرسالة أو الاحتفاظ بها…

لكن رغم هذه المميزات التي من خلالها يتم اختصار الوقت والجهد بنسب مهمة، يتمكن ذووا النيات السيئة باستعماله لأغراض سلبية من قبيل التحرش الجنسي، مما يجعل المتحرش به يحس بعدم الأمان على معلوماته سواء المرسلة أو المستقبلة.

لكن هناك بعض المتحرشين يدخلون إلى بريد الكتروني لا يخصهم قصد التحرش من خلاله، مما يتطلب طرح السؤال الآتي ويتطلب أكثر من إجابة.

هل البريد الالكتروني آمن؟

باعتباره يستخدم لنقل الرسائل النصية، ونقل المستندات وقواعد البيانات، هذه الأخيرة تعد عملية وجد حساسة، وهذا يشكل مشكلة كبيرة التي تتمثل في وجود قدرات واسعة لتزوير هذه الرسائل، إحداها تحمل طابعا جنسيا محضا، وأخرى لا تشكل أي خدش للحياء، فمن يقع عبء الإثبات هنا، إذا ادعى شخص أن أن بريده الإلكتروني قد تعرض للاختراق؟

هذا السؤال سنجيب عنه خلال النقطة الثالثة الخاصة بإثبات جريمة التحرش الجنسي.

الأمر أيضا وكما سبق الذكر يهم حتى مستعملي الفايسبوك، لأن كثيرا من مستخدميه وبسبب قلة الخبرة والحنكة اللازمين، أو الدخول العشوائي على تطبيقات وألعاب الفايسبوك قد يتعرض حسابهم للاختراق، ومن أشهر حالات اختراق حسابات المستخدمين على موقع الفايسبوك هي الصفحات الوهمية، بحيث ينشئ الهاكر واجهة مشابهة تماما لواجهة موقع الفايسبوك ويقوم بتحويل الضحية إليها بطريقة أو بأخرى عن طريق رابط في التعليقات، أو رابط على صفحة الضحية على موقع فايسبوك، وبمجرد ضغط الضحية على الرابط تظهر له الواجهة الرئيسية لموقع الفايسبوك، فيظن الضحية أنه يحتاج إلى إعادة كتابة بياناته للدخول مرة أخرى لموقع الفايسبوك، ولكنه في تلك الحالة يقوم بكتابة بياناته وإرسالها للهاكر.

وقد يظل حساب الضحية على موقع الفايسبوك تحت سيطرة الهاكر دون علم منه، يقوم الهاكر خلالها بالدخول على حساب الضحية وقراءة الرسائل الخاصة بين الضحية وقراءة الرسائل الخاصة بين الضحية أو أقربائه … كما يتمكن من رؤية صور الضحية على موقعه… وكل هذا من الصور الخصوصية، دون أن يحس الضحية أن حسابه مخترق، فيقوم الهاكر في الغالب الأحيان بارسال صور أو فيديوهات خليعة أو تسجيلات صوتية تحمل مصطلحات تخدش بالحياء، قد لا تظهر للضحية على حائطه، لكن في الغالب الأعم تظهر لغيره خصوصا المنظمين لصفحته الخاصة، أما إن كانت عامة فإنها تظهر إلى كل من يزور صفحته، وهذه الصور أو الفيديوهات أو التسجيلات تفسر أنها ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية.

كما يستغل الهاكر قلة تجربة الضحية بالعالم الأزرق، فيبدأ بتوجيه رسائل مكتوبة تحمل طابعا جنسيا محضا وكأن الضحية هو الذي عمد على إرسالها هذا من جهة.

أما من جهة ثانية، هناك الكثير ممن ينشؤون صفحات بشخصيات وهمية يستعملونها لإيذاء المتحرش بهم، أو يأخذون أسماء معروفة قصد التأثير بها على الغير، فيظن المتحرش به أن فلان المعروف بصفته وشخصه هو من يتحرش به، فتقل الثقة ويكثر الاحساس بعدم الاطمئنان.

عموما فإن كل هذه الأمور تشكل فعلا ماديا مكونا لجريمة التحرش الجنسي قائمة الأركان.

يتبع…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
ر

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock